واشنطن – (رياليست عربي): إن ثورة تكساس ضد البيت الأبيض ناجمة عن عدد من إخفاقات الإدارة الأمريكية الحالية، فضلاً عن عدم القدرة على ضمان أمن الحدود وسط الإنفاق غير المسبوق على أوكرانيا واستمرار الصراع في الشرق الأوسط.
بالتالي، إن عدم الامتثال لقرار المحكمة العليا هو محاولة من جانب الجمهوريين لتوحيد الجزء المحافظ من السكان على خلفية الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكتبت وسائل الإعلام الأمريكية أن الوضع يضع البلاد بالفعل على شفا حرب أهلية.
لقد تحولت الأزمة المتنامية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، الناجمة عن زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، إلى صراع مفتوح بين ولاية تكساس والسلطات الفيدرالية، علاوة على ذلك، فإن الوضع يتفاقم منذ عدة سنوات، وكان لدى رئيس البيت الأبيض جو بايدن الوقت الكافي لاتخاذ إجراءات لمنع وصول المواجهة إلى مرحلة حادة.
وبالعودة إلى عام 2021، أعلن حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت عن إطلاق عملية لون ستار، والسبب في ذلك هو قرار الإدارة الأمريكية بتخفيف قوانين الهجرة، كان جوهر العملية نفسها هو أن وكالات إنفاذ القانون المحلية حصلت على الحق في القيام بدوريات مستقلة على الحدود، ولهذا الغرض تم مد الأسلاك الشائكة على طول محيطها، وهو ما تطالب واشنطن الآن بتفكيكه.
ومع بداية عام 2024، بدأ الوضع يخرج عن سيطرة المركز الاتحادي، وفي 13 يناير الجاري، في منطقة مدينة إيجل باس، كادت المواجهة بين القوات الاتحادية والمحلية أن تنزلق إلى مستوى من التوتر، اشتباك مسلح: سيطرت سلطات تكساس على متنزه مدينة شيلبي، الذي تستخدمه واشنطن كمنطقة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين (بحسب شبكة سي إن إن، في نهاية ديسمبر 2023، عبر 225 ألف شخص الحدود، وهو رقم قياسي منذ عام 2000)، واعتبر البيت الأبيض تصرفات تكساس بمثابة استيلاء على حدود الولاية.
وفي 22 يناير/كانون الثاني، انحازت المحكمة العليا الأمريكية إلى بايدن، وأعلنت عدم دستورية تصرفات قوات أمن الدولة وأمرت بهدم الحواجز التي أقيمت لتجاوز القوات الفيدرالية، حيث رفضت تكساس الامتثال لقرار المحكمة.
وفي اليوم التالي، طلبت وزارة الداخلية الأمريكية من قوات الحرس الوطني في تكساس مغادرة الحديقة ومنح القوات الفيدرالية إمكانية الوصول إلى الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها من الحدود، وأصدر بايدن إنذاراً نهائياً، لكن أبوت قال إن الرئيس “انتهك قسمه بتطبيق قوانين الهجرة بأمانة”، بل إن بايدن هدد بحل النزاع بالقوة وأعطى يوما لاتخاذ القرار، مر اليوم، لكن لم يقرر أحد الدخول في مواجهة مباشرة.
ومما يؤجج الوضع حقيقة أن 25 حاكماً خرجوا لدعم تكساس، واتهموا الرئيس بـ”غزو الولاية”، حتى أن وسائل الإعلام الأمريكية بدأت تتحدث عن مخاطر الحرب الأهلية، حيث أعلنت هذه الولايات الـ 25 استعدادها لإرسال حرسها الوطني لدعم تصرفات تكساس: “بدلاً من الحفاظ على سيادة القانون وضمان أمن الحدود، هاجمت إدارة بايدن”.
بالتالي، تزامن تفاقم الوضع في تكساس، أو على الأرجح، مع السباق الانتخابي الفعلي، الذي يراهن فيه الجمهوريون على مسألة أمن الدولة، وبطبيعة الحال، لا يمكن فصل هذه الأحداث عن بعضها البعض، فقد استثمر جو بايدن كل طاقته في السياسة الخارجية وركز على الأزمة الأوكرانية ومساعدة كييف.
بالنتيجة، وعلى خلفية أخطاء الديمقراطيين في السياسة الداخلية والخارجية، يتقدم دونالد ترامب الآن ليس فقط في السباق الحزبي الداخلي بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة، ولكن أيضاً في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن ما يقرب من 40% من الأمريكيين مستعدون للتصويت للزعيم السابق، بينما أعرب 34% ممن شملهم الاستطلاع عن دعمهم لبايدن.