موسكو – (رياليست عربي): أظهرت الزيارة الرسمية التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا أن الدول لن تنظر بعد الآن إلى الغرب وتعتزم تطوير التعاون بما يخدم مصالحها الخاصة.
وفقاً لفاسيلي كاشين، مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية، فإن روسيا، بعد قطع العلاقات مع الغرب فعلياً، “اكتسبت قدراً أعظم من الحرية في سياستها الخارجية”، وأشار إلى أنه “أصبحت الآن بعض الخطوات ممكنة فيما يتعلق بالتقارب مع كوريا الشمالية، وهو ما لم يتخذه الاتحاد الروسي من قبل”، وشدد المحلل على أن “هذه الزيارة ليست مجرد خطوة توضيحية تظهر التقارب بين البلدين، أعتقد أن هذه بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا”.
وأشار كاشين إلى أنه بعد أن دعمت كوريا الديمقراطية بشكل مباشر العملية العسكرية الخاصة، فرضت الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الجنوبية واليابان عقوبات، لكنه تابع أن روسيا “لم تعد قادرة على إيلاء اهتمام خاص لموقف هذه الدول فيما يتعلق بعلاقاتها مع كوريا الشمالية والبدء في تطويرها”.
بالنسبة لزيارة زعيم كوريا الديمقراطية فهي مهمة للغاية، “هذه هي الزيارة الأولى لكيم جونغ أون إلى الخارج بعد ثلاث سنوات من العزلة الذاتية بسبب كوفيد، وكون أنها تمت إلى روسيا تشير إلى وجود أولويات، هذا استمرار منطقي للخط الذي تقوله كوريا الديمقراطية لقد كان يتظاهر منذ بداية المنطقة العسكرية الشمالية الشرقية”، كما أنها واحدة من الدول القليلة في العالم التي تدعم روسيا بشكل حاسم وبلا هوادة على المستوى السياسي، حيث صوتت لصالح الاتحاد الروسي في الأمم المتحدة ضد القرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة.
واستناداً إلى نتائج الزيارة، يتوقع الخبراء حدوث تطور شامل للتعاون بين الاتحاد الروسي وكوريا الديمقراطية، إن التعاون الاقتصادي والعسكري والعسكري التقني سوف يتطور، وستبذل روسيا كل ما في وسعها لتطوير التعاون مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.
في الوقت نفسه، سيتجنب الاتحاد الروسي الانتهاكات الواضحة والواضحة والتي يمكن إثباتها بسهولة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خاصة وأن التعاون العسكري التقني سوف يتكثف في بعض الأشكال، ولكن سيتم العثور على خيارات ستكون آمنة لكلا البلدين ولن تخلق مشاكل كبيرة لروسيا في العلاقات مع دول أخرى.
بشكل عام، يقول الخبراء إن زيارة زعيم كوريا الديمقراطية إلى روسيا تتميز عن العديد من الزيارات الأخرى بسبب المستوى العالي من النشاط العملي، خاصة وأنه خلال الزيارة “كانت هناك زيارات عديدة لمواقع مهمة في روسيا، وتشكيلة الوفود من الجانبين كانت كبيرة جداً وعلى مستوى عالٍ.
بالتالي، إن زيارة كيم جونغ أون بأنها مثيرة للاهتمام وإيجابية، بما في ذلك المنطق العام لتنمية الشرق الأقصى، “يسافر زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة، ويلتقي بالمحافظين، ويعقد مفاوضات مع قيادة الاتحاد الروسي، ويجري تحديد خطوط مختلفة في تنمية الشرق الأقصى، وهكذا، في المؤتمر الاقتصادي الشرقي في المنتدى، قيل الكثير عن حقيقة أن العديد من دول شرق آسيا مهتمة بتنمية كل المنطقة بطريقة سلمية، وفي هذا الاتجاه، يمكن لكوريا الديمقراطية أن تجد مكانها أيضاً، كما أن “روسيا، بالطبع، قد تكون مفيدة لكوريا الديمقراطية من وجهة نظر التكوين العام في الشرق الأقصى”.