موسكو – (رياليست عربي): قالت الخبيرة في نادي فالداي الدولي للمناقشة، رئيس مجلس إدارة اتحاد مبادرة الأعمال الأفريقية، ناتاليا زايزر، عقدت واشنطن القمة الأمريكية الأفريقية في اللحظة الانتهازية الحالية لممارسة الضغط السياسي على دول القارة في مسائل تعاونها مع روسيا، لكن الدول الأفريقية ستكون قادرة على مقاومة هذا الضغط ولن تنتقل بشكل قاطع إلى مواقف الولايات المتحدة.
وتعليقاً على القمة الأمريكية الإفريقية التي اختتمت قبل يومين، أشارت المتخصصة إلى أن مثل هذا الشكل بعيد كل البعد عن “ألا يكون الأول في التاريخ” وهو منتظم تماماً، “لكن حقيقة أن هذه القمة، بسبب عقدها المؤقت والوضع الجيوسياسي بشكل عام، استخدمت بشكل واضح للضغط السياسي على الدول الأفريقية فيما يتعلق بالتفاعل مع الاتحاد الروسي والوضع الجيوسياسي برمته، لا شك فيه”.
موقف لا يحسد عليه
نتيجة للقمة، تقرر إطلاق شراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة وأفريقيا حول الأمن الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، تم دعم الاتجاه المعلن للتعاون في القطاع المالي، وهكذا، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تخصيص 2.5 مليار دولار إضافية كمساعدات لأفريقيا لزيادة استقرار أسواق الغذاء، ووفقاً للخبيرة، لا ينبغي قراءة مثل هذا الخطاب بشكل لا لبس فيه على أنه تغيير نوعي أساسي، وأشارت زايزر إلى أن “كل من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتحدث بانتظام عن تخصيص التمويل، ولا يصل هذا التمويل دائماً إلى الدول الأفريقية في مجلد أو آخر”. لأنهم أو غير ذلك، لا يزالون معتمدين سياسياً واقتصادياً على دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “.
في ظل هذه الظروف، حسب الخبيرة، من الصعب الحديث عن حرية إفريقيا الكاملة للمناورة في صنع القرار، ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بالعمق الكامل للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني لهذه الدول مع روسيا، “لدينا علاقات صداقة وتفاهم متبادل ومساعدة متبادلة طويلة الأمد مع إفريقيا، خاصة إذا عدنا إلى فترة إنهاء الاستعمار لأفريقيا، حيث لعبت روسيا والاتحاد السوفيتي دوراً نشطاً للغاية في الماضي، حيث يتذكر الأفارقة هذا وتكريمه بشكل كبير من وجهة نظر أن روسيا هي كل شيء “لكنها لم تتدخل أبداً في الهيكل السياسي أو في حق تقرير المصير للدول الأفريقية، ولكنها على العكس من ذلك، حاولت تقديم كل المساعدة الممكنة التي يمكن أن يطلبها الأفارقة، وتابعت قائلة: “بناءً على ذلك، إذا طلبوا هذه المساعدة، فلن ترفض روسيا أبداً.
مراجعة المواقف
أوضحت الخبيرة أن روسيا، في اتصالاتها مع الدول الأفريقية، حتى اليوم “تفعل كل ما في وسعها وكل ما في وسعها لتقديم المساعدة التي يحتاجها الأفارقة عندما يتقدمون للحصول عليها”، “لذلك، لا أعتقد أن الأفارقة سينحازون بشكل لا لبس فيه أو سيكونون خاضعين تماماً للضغوط التي حاولوا فرضها عليهم في الولايات المتحدة قضايا مختلفة في الأمم المتحدة، حيث لا يزال هناك عدد من الدول الافريقية التي تدعم روسيا بالكامل تمتنع عن التصويت لكن من المستحيل تماماً القول إن افريقيا ضد روسيا”.
وأعربت الخبيرة عن قناعتها بأن “الأفارقة سيحتفظون برأي مستقل معين بناء على علاقات روسيا مع الدول الأفريقية”.
الجدير بالذكر أن القمة الأمريكية الأفريقية، عقدت في العاصمة الأمريكية في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، وشارك في أعماله حوالي 50 دولة من القارة الأفريقية.