واشنطن – (رياليست عربي): تتورط الولايات المتحدة بشكل متزايد في الصراع في الشرق الأوسط، حيث تضرب مواقع الحوثيين في اليمن، لكن الإدارة الأميركية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق تقدم ملموس في مشاريعها الخاصة بالمنطقة، ولا توجد إنجازات كبيرة لفريق جو بايدن في الاتجاه الأوكراني أيضاً، إن التصعيد المستمر سيصب في مصلحة المنافسين في الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تحقيق الانتصارات ضرورة
إن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وتورط التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى فيه، والذي يقصف أهدافاً لجماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية الموالية لإيران، يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي في العالم ويترتب عليه خسائر في سمعة واشنطن، حيث لم تؤد الضربات ضد أهداف الحوثيين إلى شيء – الآن، بالإضافة إلى السفن التجارية الإسرائيلية في اليمن، بدأوا في ضرب السفن الأمريكية والبريطانية.
بالتالي، إن طموحات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تخلق صورة غير مرغوب فيها للحملة الانتخابية، والتي سيستغلها بالتأكيد معارضو رئيس البيت الأبيض، ومن الواضح أن الإدارة الحالية في أزمة، بايدن وفريقه لا يفهمون ماذا يفعلون مع حماس أو أنصار الله (الحوثيين)، فأميركا اليوم أصبحت رهينة لأطماعها في المنطقة، وهي في الحقيقة لا تستطيع الرد أو حل المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد اليوم فهم دقيق لما يمكن أن تقدمه الإدارة الأمريكية على أنه “انتصار” للناخب، على الأقل طالما استمرت الحرب في القطاع الفلسطيني والتصعيد في البحر الأحمر، إنهم يريدون أن يعلنوا أن النصر ليس أكثر من تحقيق سلام هش، وهدنة بهدف وقف تصعيده، أما إذا هزمت إسرائيل حماس، فلن يتمكن الجانب الأمريكي من اعتبارها تابعة له، بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع البطيء مفيد لترامب من أجل كسب دعم اللوبي الإسرائيلي.
بالتالي، فشلت إدارة جو بايدن خلال إدارتها في تحقيق أهدافها الرئيسية في الشرق الأوسط: التوفيق بين الدول العربية وإسرائيل وبناء بديل لمشروع بكين “حزام واحد، طريق واحد”، علاوة على ذلك، وعلى الرغم من العلاقات القوية والوثيقة الطويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، لم يقم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيادة إنتاج النفط بناءً على طلب واشنطن وسط الأزمة الأوكرانية.
وهكذا، تجد الولايات المتحدة نفسها اليوم متورطة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في صراعين خطيرين: في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، وبما أن القوات المسلحة الأوكرانية أثبتت عدم قدرتها على تغيير الوضع بأي شكل من الأشكال في منطقة العمليات الخاصة، فإن حل الصراع في قطاع غزة قد يصبح موضوعاً رئيسياً لإدارة بايدن نتيجة للسياسة الدولية لبثه للجمهور المحلي.