باريس – (رياليست عربي): وسط ضجة حملتها رحال قادمة من باريس، تشهد انقساماً بالداخل الجزائري تتعلق بمرافقه حاخام فرنسا الأكبر حاييم كورسيا إلى الجزائر ضمن وفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الرسمية التي تستغرق ثلاثة أيام، كانت أكبر كثيراً في الاهتمام من زيارة تعتبر تاريخية لرئيس فرنسي وسط تلك كل الظروف التي يمر بها العالم، ليكون الإعلان عن غياب الحاخام عن الزيارة، وأن السبب إصابته بـ”كوفيد – 19″، ولكن الأوساط الفرنسية قبل الجزائرية، تؤكد أن غياب “الحاخام” ليس للمرض، ولكن بطلب من الجزائر، في ظل حملة تمادت فيها المغرب بأن جارتها التي تعايرها دائما بعلاقاتها الرسمية والحميمة مع اليهود وإسرائيل، تقبلت وفد فرنسي يأتي فيه شخصية من أكبر الشخصيات اليهودية الدينية بالعالم.
ونفى الحاخام الأكبر “كورسيا” الذي استهدفته حملة شتائم على شبكات التواصل الاجتماعي في الساعات الـ 48 الماضية، أن يكون تعرض لضغوط حتى لا يتوجه إلى الجزائر، وقال لإذاعة فرنسية يهودية ، إنه لم تكن هناك ضغوط، وقد أصدرت الجزائر تأشيرتي وأرادت الجزائر أن أكون هناك لذلك ليست هناك أي مشكلة”.
وكانت تستعد المملكة المغربية على المستوى الإعلامي والشعبي، لمهمة جلد الجارة الجزائر ممثلة في قيادتها وبعض أفراد شعبها، في حملات تتعلق بالزيارة التي كانت منتظرة لـ”الحاخام” مع “ماكرون”، وكانت قد انطلقت بالفعل حملات من المغرب رداً عن ما يساق من الجزائر دائما في حق المغرب فيما يتعلق بملف “التطبيع مع إسرائيل” و”محاباة اليهود”، وهي أمور دائما ما يوجه من خلالها “الجزائر” على المستوى الشعبي وفي أحيان كثيرة على المستوى الرسمي، سهام الانتقاد والسخرية والمناكفة بشكل متصاعد، حول العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وتمسك المغرب بأواصر علاقات مع إسرائيل تتعلق بالدرجة الأولى بيهود المغرب الذين هاجر جزءاً كبيراً منهم إلى إسرائيل.
وفقد “المغاربة” ضالتهم التي وجدوها بعدم سفر “الحاخام”، حيث كانت تعمل جهات مغربية على رد جزءاً من الانتقادات المستمرة من جانب الجزائر لاسيما “الشعبية” إلى المغرب على مستوى يستهدف العاهل المغربي محمد السادس وهو رئيس لجنة القدس، الأمر الذي يرفضه كثيراً الجزائريين بسبب علاقات المغرب وإسرائيل التي تتطور بشكل متصاعد رسمياً لاسيما في الأعوام الأخيرة.