موسكو – (رياليست عربي): في عام 2018، شهد العالم افتتاح جسر كيرتش، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الروسية اسم “مشروع بناء القرن”، يعتبر هذا الجسر، الذي يمتد لمسافة 12 ميلاً وتكلفته حوالي 8 مليارات دولار، رمزاً للطموحات الجيوسياسية الروسية، كما يأتي هذا الإنجاز في سياق صراع الإرادات بين بوتين والغرب حول أوكرانيا.
رغم روعة استمرار الجسر، إلا أن أوكرانيا تمتلك أسلحة تستطيع إحداث تحول كبير في الوقت الراهن، وفي هذا الصدد، يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقاً من أن النصر قريب، مدعوماً بإعادة بناء اقتصاد روسيا للحرب وتخصيص ثلث الميزانية الروسية للدفاع، في المقابل، يعاني الغرب من تعب بسبب الجهود الرامية للدفاع عن أوكرانيا.
وتكمن المشكلة في التردد الغربي في تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، حيث رفضت برلين إرسال صواريخ قادرة على تدمير جسر كيرتش، تعكس هذه الترددات جاهزية الكرملين لمواصلة التحدي والتضحية، في حين يبدو أن الغرب يتراجع.
في ظل هذا الواقع، يبقى الجسر تحدياً رمزياً للصمود الأوكراني وتزايد التكاليف التي قد يضطر بوتين لتحملها، كما يظهر الغرب بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات أكبر وأسرع لتقديم الدعم وتعزيز فرص النجاح لأوكرانيا في مواجهة التحديات المتزايدة.
وفي ظل تحديات الصراع الأوكراني المتزايدة، يظهر جسر كيرتش كرمز للصمود والتحدي أمام بوتين وروسيا، لكن هناك زوايا جديدة يمكن أن تلقي الضوء على تطورات الموقف والتوقعات المستقبلية.
بالنسبة للتكاليف الاقتصادية لروسيا، يعتبر بناء الجسر استثماراً ضخماً لروسيا، ورغم أنه يُعد إنجازاً هندسياً، إلا أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة قد تفرض تحديات على الميزانية الروسية، كما أن تزايد إنفاق الكرملين العسكري إلى 6% من الناتج الاقتصادي يشير إلى استعداد روسيا للتصعيد، ولكن هل يمكن أن تتحمل الاقتصادات الروسية هذه التكاليف على المدى الطويل؟
أما حول ضعف الإجراءات الغربية، يظهر ضعف ردود الفعل الغربية وترددها في تقديم الدعم الكافي لأوكرانيا، هل يعكس ذلك تخبطًا في استراتيجيات الغرب أم هو مؤشر على تقاعسه في مواجهة التحدي الروسي؟
بالتالي، تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة، حيث يجد نفسها بين ضغوط روسيا وتقاعس الدعم الغربي، كما يعكس الصراع الأوكراني تصاعد التوترات في المنطقة، وقد يؤدي إلى تأثيرات أمنية إقليمية.
التحولات في القواعد الدولية
يطرح الصراع تساؤلات حول كيفية التعامل مع التحديات الجديدة في ظل تغير الديناميات الدولية، في حين
تظل التوقعات حول المستقبل غامضة، فهل ستشهد المنطقة مزيداً من التصعيد أم أن هناك فرصة لحل سلمي يمكن أن يلبي تطلعات الأطراف المعنية؟
في النهاية، يبقى الصراع الأوكراني محط أنظار العالم، وتحليل هذه الزوايا قد يسلط الضوء على التحولات المستمرة في الديناميات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية.