دبلن – (رياليست عربي). فازت كاثرين كونولي، النائبة المستقلة ذات التوجه اليساري والمعروفة بانتقاداتها الصريحة لإسرائيل وسياسات الاتحاد الأوروبي، برئاسة جمهورية إيرلندا بعد فوزها الساحق في الانتخابات التي جرت يوم السبت، لتصبح الرئيسة الجديدة للبلاد لمدة سبع سنوات.
وحصلت كونولي، البالغة من العمر 68 عامًا، على 63٪ من الأصوات متفوقةً بارتياح على منافستها هيذر همفريز، الوزيرة السابقة في الحكومة الائتلافية ذات التوجه الوسطي اليميني. وحظيت كونولي بدعم أحزاب المعارضة، من بينها شين فين، ومن المتوقع أن تستغل منصبها الرمزي في الأساس للدفاع عن العدالة الاجتماعية، والسلام، والحياد العسكري لإيرلندا في السياسة الخارجية.
وقالت كونولي في خطاب الفوز من قلعة دبلن: «سأكون رئيسة جامعة — صوتًا للسلام والتنوع»، متعهدةً بـ«الدفاع عن المساواة والقيم التي توحد جمهوريتنا».
من ممثلة عن غالواي إلى رأس الدولة
نشأت كونولي في أسرة مكونة من 14 طفلًا في مساكن اجتماعية، وهي أم لطفلين. عملت محاميةً وأخصائية نفسية سريرية قبل دخولها المعترك السياسي. بدأت مسيرتها ضمن حزب العمال في مجلس مدينة غالواي عام 1999، وشغلت لاحقًا منصب عمدة المدينة قبل أن تنسحب من الحزب عام 2007 وتترشح كمستقلة.
ومنذ عام 2016، شغلت ثلاث دورات برلمانية عن دائرة غالواي الغربية، وأصبحت عام 2020 أول نائبة رئيسة لمجلس النواب في تاريخ إيرلندا.
مواقف حادة من إسرائيل والاتحاد الأوروبي
انتقدت كونولي مرارًا الهجمات الإسرائيلية على غزة، ووصفتها بأنها «إبادة جماعية»، ما أثار جدلًا واسعًا بعد تصريحها عام 2023 بأن حركة حماس جزء من النسيج الشعبي الفلسطيني. لكنها أوضحت لاحقًا أنها «تدين تمامًا» هجمات الحركة في 7 أكتوبر، مع تمسكها بضرورة تسليط الضوء على ما وصفته بـ«العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين».
وفي الشؤون الأوروبية، انتقدت كونولي نزعة التسلح المتزايدة في الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشبّهةً الوضع بـ«إعادة التسلح الأوروبي في ثلاثينيات القرن الماضي». كما عارضت توسّع الناتو ودافعت عن سياسة الحياد العسكري الإيرلندي، مطالبةً بإجراء استفتاء شعبي قبل أي تعديل للنظام المعروف بـ«القفل الثلاثي» الذي ينظم إرسال القوات الإيرلندية إلى الخارج.
رئيسة مستعدة لرفع الصوت
ورغم أن منصب الرئاسة في إيرلندا رمزي إلى حد كبير، إلا أن كونولي تخلف الرئيس مايكل دي هيغينز، المعروف هو الآخر بمواقفه اليسارية وانتقاداته للسياسات الغربية في غزة والإنفاق العسكري في الناتو. وأكدت كونولي خلال حملتها أنها ستحترم الحدود الدستورية لمنصبها، لكنها «ستتحدث عندما يكون من الضروري ذلك».
وقالت في ختام كلمتها لأنصارها: «معًا يمكننا بناء جمهورية جديدة تُقدّر التنوع وتحتضنه — جمهورية تفخر بلغتينا، الأيرلندية والإنجليزية، وبكل الأصوات الجديدة التي باتت اليوم جزءًا من الوطن الأيرلندي».






