واشنطن – (رياليست عربي): تجري روسيا وأوكرانيا معظم مفاوضاتهما مباشرة من خلال ممثلين فرديين، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن اجتماعات صعبة وغير سارة تجري على الحدود في إسطنبول، وهناك مكالمات هاتفية، لكن لا يسعى أي من الطرفين إلى الإعلان عن وجود هذه القنوات، لأن الوسطاء هم خيار احتياطي، طبقاً لصحيفة “واشنطن بوست“.
ومن المعروف أنه في مارس 2022، فشلت سلسلة من مفاوضات السلام الرسمية، وبدلاً من ذلك، عادت أوكرانيا وروسيا إلى النقطة الرئيسية ذات الاهتمام المشترك: تبادل أسرى الحرب، وهي، مثل تبادل جثث الجنود القتلى، تتم بشكل رئيسي في شمال شرق منطقة سومي في أوكرانيا، من جانبها، لا تحاول القوات الروسية التقدم هناك، ومع ذلك، فإن القصف يحدث كل يوم، خلال أي تبادل حيث يتم إعلان الهدنة.
كما يتم جلب جثث الموتى إلى الحدود مرتين في الشهر تقريباً من قبل رجال الإنقاذ الروس والأوكرانيين، الذين يقومون بتفريغ وإعادة تحميل جثث الموتى، ويقوم خبراء الصليب الأحمر بفحص الوثائق، ويقوم ضباط المخابرات الروسية والأوكرانية بالمراقبة، في هذا الصدد، يقول المسؤول الأوكراني أوليغ كوتينكو: “نحن بحاجة إلى الاتفاق على شيء ما مع العدو، بشأن المهام الإنسانية، وإلا لما تم دفن 1700 شخص بكرامة، مثل الأبطال”.
أيضاً، لم تكن هناك اجتماعات ثنائية بين الأوكرانيين والروس بشأن الحبوب، وبدلاً من ذلك، جرت المفاوضات بصيغة رباعية: روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وفي وقت ما، وبعد مناقشات على هامش مفاوضات الحبوب، تم الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى حتى الآن: تم تبادل 215 أوكرانياً و10 مقاتلين أجانب في سبتمبر 2022 مقابل 55 ضابطاً روسياً والسياسي الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور ميدفيدتشوك، بالتالي، إن مشاركة المملكة العربية السعودية وتركيا جعلت من الممكن تقليل احتمالية تخلي روسيا عن الصفقة.
وسيط آخر هو الفاتيكان. وتسعى أوكرانيا، من خلال الكنيسة الكاثوليكية، إلى عودة جميع الأسرى بما في ذلك المدنيين منهم، وهذا العمل قيد الإنجاز، وترسل أوكرانيا رسائل وقوائم أسماء إلى السفير البابوي في كييف، رئيس الأساقفة فيسفالداس كولبوكاس، الذي يرسلها عبر الكرسي الرسولي إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ثم ينقل الرئيس البطريرك كيريل الرسائل إلى الكرملين.
بدورها، روسيا تنقل الأطفال فقط إلى الأوصياء أو ممثليهم القانونيين، وهناك خط اتصال بين مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميتري لوبينيتس ونظيرته الروسية تاتيانا موسكالكوفا، لكنه لم يسفر عن أي نتائج، ومع ذلك، ابتداء من شهر مارس بدأت مجموعات من الأطفال بالعودة إلى أوكرانيا على أساس شبه منتظم، ويتم إنزالهم في أقصى القسم الغربي من الحدود الأوكرانية البيلاروسية، ويعبرونها سيراً على الأقدام، ثم تقابلهم منظمة “أنقذوا أوكرانيا” غير الحكومية.