موسكو – (رياليست عربي): في مساء يوم 18 مارس/آذار، جرت محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والأمريكي دونالد ترامب، لقد استغرق الأمر أكثر من ساعتين، خلال هذا الوقت، ناقش الزعيمان مجموعة واسعة من المواضيع، بدءا من التسوية الأوكرانية والوضع في الشرق الأوسط إلى تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن.
حول التسوية الأوكرانية
أكدت الأطراف مرة أخرى التزامها بإنهاء الصراع سلميا. وناقش بوتن وترامب إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، وأعرب الرئيس الروسي عن قلقه بشأن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار، وفي هذا السياق، تمت مناقشة ضرورة إزالة الأسباب الجذرية للأزمة ومصالح روسيا في مجال الأمن الدولي.
كما أكدت روسيا أن الشرط الرئيسي لخفض التصعيد يجب أن يكون الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأجنبية والمعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا.
ووافق بوتن على اقتراح ترامب بوقف الضربات ضد البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، وتلقت القوات المسلحة الروسية على الفور الأمر المناسب من الرئيس، وناقش الطرفان أيضًا الجوانب الفنية لتنفيذ وقف إطلاق النار في البحر الأسود، بحسب البيت الأبيض، بدء المفاوضات بشأن ضمان سلامة الشحن في الشرق الأوسط.
وقد أبلغ الزعيم الروسي نظيره الأمريكي أنه يوم الأربعاء 19 مارس، ستتبادل موسكو وكييف الأسرى وفقًا للصيغة 175 مقابل 175، وكبادرة حسن نية، ستنقل روسيا أيضًا 23 عسكريًا أوكرانيًا مصابين بجروح خطيرة وهم في المؤسسات الطبية الروسية.
الشرق الأوسط وتحسين العلاقات
ناقش الطرفان أيضًا قضايا ضمان الأمن في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك البحر الأحمر، واتفقا على العمل معا لتحسين الوضع في مناطق الأزمات ومنع انتشار الأسلحة النووية، واتفقا على أن التعاون في المنطقة من شأنه أن يساعد في منع الصراعات العالمية في المستقبل، وأكد البيت الأبيض أن الزعيمين اتفقا على أن إيران لا ينبغي أن تمتلك القدرة على تدمير إسرائيل.
وأكدت روسيا والولايات المتحدة اهتمامهما بتطبيع العلاقات الثنائية، وناقش الجانبان عددا من المجالات التي يمكن للدول التعاون فيها، بما في ذلك أفكار التعاون في القطاعين الاقتصادي والطاقة.
ردود فعل الدول الأخرى
وصف دونالد ترامب المحادثة الهاتفية بأنها جيدة جدًا ومثمرة، وأكد مجددا على ضرورة إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن الأزمة ما كانت لتبدأ لو كان رئيسا في ذلك الوقت.
وفي وقت لاحق، قال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إنه أجرى “مكالمة رائعة” مع فلاديمير بوتين، حيث ناقشا التقدم نحو السلام و”أمور أخرى”، وأكد أن روسيا والولايات المتحدة ترغبان في تحسين العلاقات الثنائية.
كما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى أثناء المحادثة بين بوتين وترامب، على شبكة التواصل الاجتماعي X، بأن أوروبا يجب أن تكون على طاولة المفاوضات، وفي وقت متأخر من المساء، قال إن أوكرانيا تدعم إنهاء الهجمات على منشآت الطاقة، كما استذكر الموقف الأوكراني الذي ذهب به وفده للتفاوض مع الولايات المتحدة في السعودية، وقال زيلينسكي إن كييف ستدعم المقترحات التي تؤدي إلى سلام مستدام، لكنه يرغب في فهم المزيد من التفاصيل حول ما يتم مناقشته ويأمل في الحصول على المعلومات المفقودة من الرئيس الأمريكي.
وفي أعقاب المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة عدائية دعا فيها بلاده إلى “الاستعداد للحرب من أجل تجنبها”.
كما أشار المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أهمية الاتفاقيات الروسية الأمريكية، وقال إن بدء المفاوضات الفنية بشأن البحر الأسود يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو السلام، ودعا إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل في أقرب وقت ممكن، وأكد الزعيم مجددا أنه “لا ينبغي اتخاذ أي قرارات بدون أوكرانيا”.
من جانبه، وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن موسكو وواشنطن اتخذتا “خطوة كبيرة أخرى نحو السلام” وأعرب عن أمله في ألا تتدخل بروكسل في هذا، وأكد الوزير أن المعلومات المتعلقة بتعليق الإضرابات في البنية التحتية للطاقة كانت بمثابة أخبار جيدة بشكل خاص بالنسبة للمجر، وأعرب عن أمله في أن تلتزم كل من كييف وموسكو بهذا القرار.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن موسكو تلاحظ تقدماً في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة ومحاولات واشنطن “إعادة إحياء” الاتصالات بين دبلوماسيي البلدين، وهو ما تعمل روسيا أيضاً على تحقيقه.