فلاديفوستوك – (رياليست عربي): حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب اليوم الأربعاء من أنه يقوض الاقتصاد العالمي بما وصفه بمحاولة عقيمة وعدوانية لفرض هيمنته، معتبراً أن القوى الصاعدة في آسيا هي المستقبل.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب ما وصفه بوتين بأنه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، ويقول الكرملين إن العقوبات أشبه بإعلان الحرب.
وفي كلمة أمام المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الواقعة في أقصى الشرق، قال بوتين إن العقوبات حلت محل جائحة كوفيد باعتبارها التهديد الرئيسي للاقتصاد العالمي.
وقال بوتين “إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والعدوانية لفرض أنماط من السلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته”.
وأضاف “أنه في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون” مشيرا إلى أن الثقة في اليورو والدولار والإسترليني آخذة في التراجع.
وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقضاء على من وصفتهم بالقوميين الخطرين.
وتبدي القوات الأوكرانية مقاومة شديدة. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد الجنود الذين قتلوا.
ودفعت مساعي الغرب لفرض عزلة اقتصادية على روسيا- أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم- بالاقتصاد العالمي إلى مصير مجهول مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.
الضرر يلحق بروسيا
قال بوتين إن الغرب يحاول فرض إرادته على العالم لكن قوته آخذة في التراجع لأن مركز النمو العالمي موجود الآن في آسيا.
وأضاف “لقد حدثت تغيرات لا رجعة فيها … في جميع العلاقات الدولية، إن دور البلدان والمناطق الواعدة الديناميكية في العالم، وخاصة منطقة آسيا والمحيط الهادي قد ازداد بشكل ملحوظ”.
وأوضح بوتين أن الاقتصاد الروسي يتغلب على ما سماه بالعدوان المالي والتكنولوجي للغرب، لكنه أقر ببعض الصعوبات في بعض الصناعات والمجالات.
كما حذر بوتين اليوم من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق وقال إنه سيناقش تعديل اتفاق تصدير الحبوب مع أوكرانيا للحد من الدول التي يمكنها استقبال الشحنات.
وأضاف أن روسيا وقعت اتفاق التصدير في يوليو/ تموز بوساطة تركيا والأمم المتحدة على أساس أنه سيساعد في تخفيف ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم النامي، لكن بدلا من ذلك باتت الدول الغربية الثرية هي المستفيدة منه.
ومضى قائلاً “إذا استثنينا تركيا من كونها دولة وسيطة، فتقريبا كل صادرات أوكرانيا من الحبوب تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي لا إلى الدول النامية الأكثر فقراً”.
وذكر أن سفينتين فقط من أصل 87 سفينة توجهتا إلى دول فقيرة حاملتين 60 ألف طن من الحبوب، واتهم الغرب بانتهاج خط استعماري.
وتابع “مرة أخرى، تعرضت البلدان النامية للخداع ولا تزال. من الواضح أنه مع هذا النهج سيزداد حجم مشاكل الغذاء في العالم… مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة”.