نيودلهي – (رياليست عربي): منذ انتخاب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في 2014، تزايدت جرأة المجموعات التي تنظر إلى الهند بصورة يمينية كدولة هندوسية قبل كل شيء وإلى المسلمين الذين يشكلون أقلية ويبلغ عددهم نحو 200 مليون شخص، على أنهم غرباء وقد يشكلون خطراً.
ويظهر في هذا المشهد، “جورجاون” وهي مدينة حديثة تابعة للعاصمة نيودلهي، ومقر سكن أو عمل لـ500 ألف مسلم، وتضم المدينة 15 مسجداً فقط لاستيعابهم بينما رفضت الحكومة المحلية بناء عدد أكبر من الجوامع حتى مع تزايد عدد المعابد الهندوسية، مما أجبر هذا الوضع السكان المسلمين على إقامة “صلاة الجمعة” في أماكن غير مغلقة.
وفي هذا المدينة، يتجول الناشط الهندوسي دينيش بهارتي ومرافقيه كل يوم جمعة، حول مساجد بالمدينة ليقطعوا أداء المسلمين للصلاة خارج المساجد، في أحدث مثال على التوتر الديني في عهد الحكومة القومية الهندوسية في الهند.
ومن الواضح أن حكومة “مودي” تدعم ذلك بوضوح، مع ما قاله بهاراتيا جاناتا، رئيس وزراء ولاية هاريانا والقيادي في حزب الشعب الهندي الذي يقوده رئيس الحكومة القومي الهندوسي ناريندرا مودي إنه لن يتم التسامح مع أداء الصلوات خارج المساجد بعد الآن في جورجاون.
وتزامناً مع ذلك، أعلنت الشرطة الهندية الجمعة فتح تحقيق في دعوات متكررة إلى قتل مسلمين أطلقها متطرفون هندوس خلال تجمع عام، حيث تظهر في تسجيل فيديو، امرأة تخاطب حشداً خلال تجمع كبير في بداية ديسمبر/ كانون الأول في مدينة هاريدوار الهندوسية شمال البلاد، وتشجع على قتل مسلمين.
وقالت هذه السيدة :”حتى لو أصبح 100 شخص منا فقط جنوداً وقتلنا مليونين منهم، فسننتصر، لن تكونوا قادرين على حماية القانون إلا من خلال الإصرار على السير في هذا الطريق”.
ومنذ وصول “مودي” إلى السلطة، سجلت سلسلة عمليات قتل وغيرها من جرائم الكراهية ضد مسلمين من قبل حشود هندوسية، مما زرع الخوف واليأس لدى الأقلية المسلمة.
ولا يتوقف العداء اليميني من جانب “هندوس” على المسلمين فقط في الهند، بل يطول مسيحين أيضاً، وذلك عندما أصدرت ولايات عدة قوانين تجرم اعتناق المسيحية أو الإسلام، بما في ذلك عبر الزواج، أو ما يسميه الهندوس المتعصبون بـ”جهاد الحب”.
واقترح رئيس مجموعة هندوسية للتنسيق “حلاً” ينص على إجبار المسلمين على اعتناق الهندوسية.
ويقول ناشطون هندوس متشددون في جورجاون إن هذه الأماكن العامة التي يتجمع فيها المسلمون تشكل خطراً “أمنياً”، وتسبب مشاكل مرورية وتمنع الأطفال من لعب الكريكيت، لكن معارضين هنود يرفضون التعصب تجاه أصحاب الأديان الأخرى، يرون أن المسلمين ببساطة لا مكان لهم في الهند الجديدة المتعصبة لمودي، حيث يملي الهندوس المتعصبين على الحكومة سياستها.
خاص وكالة رياليست.