واشنطن – (رياليست عربي): تتسارع الأحداث الأمنية في إثيوبيا بطريقة تؤكد توافق أمريكي على ضرورة إنهاء حقبة رئيس الوزراء آبي أحمد، وخلق كيان سياسي وعسكري جديد يسهل للولايات المتحدة السيطرة على أديس أبابا، بعدما استشعر جوزيف بايدن خطورة بقاء النظام القائم في ظل تبنى إدارته السيطرة على القرن الإفريقي بعدما أعلن عقب تنصيبه بأسابيع قليلة في يناير/ كانون الثاني الماضي 2020.
تعيين السفير جيفري فيلتمان مبعوثاً خاصاً لواشنطن لهذه المنطقة التي تحمل أهمية جيو – سياسة كبيرة للنظام الأمريكي، وتغافل عنها خلال أعوام حكمه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وخلال الساعات الماضية تقاطرت الأخبار المتعلقة بالأزمة الإثيوبية القائمة بين نظام آبي أحمد، وجبهة تحرير تيغراي المتمردة التي تحالفات مع الأورمو، بهدف دخول العاصمة أديس أبابا، وعلى خلفية هذه التطورات والتحركات، أعلنت الحكومة الرسمية فرض حالة الطوارئ في البلاد، علاوة على استدعاء الجيش لقوات الاحتياط بهدف التصدي لزحف عناصر الجبهات المسلحة المتمردة.
وبالرغم من إيفاد واشنطن مبعوثها فيلتمان، إلى أديس أبابا، إلا أنه يبدو أنها تتحرك فى خطة الإطاحة برئيس وزراء إثيوبيا، وتجهيز بديل له في سدة الحكم، وأبرز ما يدلل على هذا الاتجاه هو إعلان ميلاد جبهة مناهضة للدولة، مكونة من تسع حركات مسلحة تشمل “قوات تيغراي” وما يسمي “جيش تحرير أورومو” و7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد، واللافت هو إعلان هذه الجبهة من واشنطن في وقت يتواجد فيها مبعوثها بأديس أبابا، والذي تزامن وجوده أيضاً مع صدور بيان رسمي من الولايات المتحدة تدعو فيه رعاياها في إثيوبيا لمغادرة البلاد بشكل فوري، وتبعها عدد من الدول الأخرى في ذات النهج أبرزها المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.
الكماشة الأمريكية على النظام في أديس أبابا، بهدف تضييق الخناق وتمهيد الرأي العام الدولي لتحرك عسكري يحاك في الخفاء ضده، عكسته تصريحات فيلتمان قبل التوجه للقاء الإثيوبيين بتأكيده أن آمال الاستقرار والسلام في إثيوبيا تلاشت، وحمّل النظام مسؤولية ما يحدث من انتهاكات قبيل اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع، ولم يُخفِ أيضاً امتعاض بلاده من استخدام الجيش الإثيوبي لطائرات درونز في المعارك ضد تيغراي حصل عليها من دول وصفها بـ”خصوم أمريكا” في إشارة إلى تركيا.
تصريحات فيلتمان لم تفوت دور أسمرا واتهام إريتريا بلعب دور مدمر ومزعزع للاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك في إثيوبيا وبشّر بفوضى قادمة حال استمرت الأوضاع على هذه المنوال.
وبحسب المحلل السياسي السوداني بكري عبدالرحمن، فإن واشنطن وجدت في بقاء آبي أحمد، عائقاً أمام خطة عودتها لتلك المنطقة، بعدما استعاضت أديس أبابا بعلاقات دولية أخرى لمجابهة القيود الأمريكية، ومثل مشروع سد النهضة بداية تحرك أديس بابا شرقاً تجاه الصين، وفتح بوابات التعاون مع روسيا وتركيا.
إضافة إلى ذلك اعتبرت واشنطن أن آبي أحمد، بات حاكماً مزعجاً جديداً في أفريقيا ولا ترغب في ميلاد قذافي آخر، يصعب خلعه أو سقوطه حال تركه يتحرك داخلياً وخارجياً بدون ضوابط، وبحسب عبدالرحمن، فإن وجود – آبي أحمد- يمثل تهديداً لمصالح واشنطن وتريد الخلاص منه بالسياسة أو القوة، وعلى ما يبدو أنها اختارت أن تسلك طريق وكلاء الحرب للمضي قُدماً في خطة إسقاطه وتسكين بديل موالٍ لها هناك.
خاص وكلة رياليست.