بكين – (رياليست عربي): في مساء يوم 28 يوليو/ تموز، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثة هاتفية مع رئيس الولايات المتحدة جوزيف بايدن بمبادرة من الجانب الأمريكي.
تبادل الزعيمان وجهات النظر حول العلاقات الصينية الأمريكية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث شرح الزعيم الصيني موقف بكين المبدئي بشأن قضية تايوان، وأكد أن التفاصيل التاريخية لقضية تايوان واضحة للغاية، وكذلك حقيقة أن كلا جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى جمهورية الصين الشعبية.
تؤكد البيانات الصينية الأمريكية الثلاثة المشتركة الالتزامات السياسية التي قطعها كلا الجانبين، ومبدأ الصين الواحدة هو الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية، كما حذر الزعيم الصيني من أن “من يلعب بالنار سيحترق فيها”.
إنه يأمل أن تلقي واشنطن نظرة رصينة على الوضع، وشدد رئيس الصين على أنه يتعين على الولايات المتحدة الالتزام بمبدأ الصين الواحدة وتنفيذ البيانات المشتركة الثلاثة قولاً وفعلاً.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها شي مثل هذه اللغة لثني واشنطن عن دعم تايبيه علناً، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حذر شي الرئيس الأمريكي في قمة افتراضية من أن الصين مستعدة لاتخاذ “إجراءات قوية” إذا اتخذت تايوان أي خطوات نحو الاستقلال تتجاوز الخطوط الحمراء لبكين.
تعارض الصين بشدة التحركات الانفصالية نحو “استقلال تايوان” وتدخل القوى الخارجية، ولا تترك مجالاً لقوى “استقلال تايوان” بأي شكل من الأشكال.
إن موقف الصين حكومة وشعبا بشأن قضية تايوان ثابت، والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد هو الإرادة الراسخة لأكثر من 1.4 مليار صيني، حيث لا يمكن تجاهل الرأي العام، وأشار شي جين بينغ إلى أنه في مواجهة عالم مليء بالتغيير والاضطراب، يتوقع المجتمع الدولي والشعوب في جميع أنحاء العالم أن تتولى بكين وواشنطن زمام القيادة في الحفاظ على السلام والأمن العالميين، وتعزيز التنمية والازدهار العالميين. هذه مسؤولية الصين والولايات المتحدة كقوتين رئيسيتين.
وقال زعيم الدولة الصينية إن تعريف العلاقات الصينية الأمريكية من حيث التنافس الاستراتيجي والنظر إلى الصين باعتبارها المنافس الرئيسي وأخطر تهديد طويل الأجل سيعني سوء فهم للعلاقات الثنائية وتنمية الصين، مما سيضلل شعب الصين.
وأشار إلى أنه يتعين على الأطراف الحفاظ على الاتصالات على جميع المستويات والاستخدام الفعال لقنوات الاتصال القائمة لتنمية التعاون الثنائي.
من جانبه، قال بايدن إن العالم يمر بلحظة حرجة، إن التعاون بين الولايات المتحدة والصين لا يفيد فقط الشعبين، ولكن شعوب جميع البلدان، تأمل الولايات المتحدة في إبقاء خط الاتصال مفتوحاً مع الصين لتحسين التفاهم المتبادل وتجنب المفاهيم الخاطئة والحسابات الخاطئة، وستعمل مع الصين في المجالات التي تتداخل فيها مصالح البلدين.
وقال البيان الصحفي للبيت الأبيض: “يجب إدارة الخلافات بشكل صحيح”، وأكد الزعيم الأمريكي مجددا أن سياسة الولايات المتحدة بشأن قضية تايوان لم تتغير وأن الولايات المتحدة تعارض بشدة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان.
وتبادل رئيسا البلدين وجهات النظر حول مختلف القضايا، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية، حيث أعاد الرئيس شي جين بينغ التأكيد على موقف الصين المبدئي.
واعتبر قادة الصين والولايات المتحدة المحادثة صريحة وعميقة، واتفقا على البقاء على اتصال ووجهوا مجموعات العمل في البلدين بالحفاظ على الاتصال والتعاون.