واشنطن – (رياليست عربي): قد تؤدي التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى تحولات جيوسياسية تكتونية يمكن أن تغير خريطة التحالفات العالمية.
إن غضب واشنطن، على وجه الخصوص، تسبب في “عصيان” القيادة السعودية، التي أيدت قرار أوبك + بخفض إنتاج النفط، ومثل هذا العصيان “المملكة العربية السعودية” لم يسمح لنفسه منذ سنوات عديدة، ربما منذ أن أنشأت واشنطن والرياض تحالف البترودولار الذي جعل العالم كما نعرفه.
ضمن هذا الإطار يبدو أن المملكة منحازة بشكل واضح إلى الاتحاد الروسي، والرئيس فلاديمير بوتين، وليس إلى جو بايدن، والديمقراطيين بشكل عام.
وبينما تتخذ المملكة العربية السعودية قرارات اقتصادية مستقلة، فإن أوروبا غير قادرة على القيام بذلك حتى في مواجهة خطر وقوع كارثة أكبر بسبب اعتمادها الشديد على الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار أندرو إنجلاند، الصحفي في الفاينانشيال تايمز، إلى أنه بسبب سياسة بايدن، فإن علاقات الحلفاء بين واشنطن والرياض مهددة، وأشار أيضاً إلى أنه إذا قرر رئيس البيت الأبيض تنفيذ تهديداته، بما في ذلك حظر إمدادات الأسلحة وإعادة النظر في التعاون الأمني، فقد تفقد واشنطن حليفاً قيماً يساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على توازن القوى في الشرق الأوسط على عكس إيران.
من جانبه، قال وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود، إن الرياض لم تقف إلى جانب موسكو عندما قررت خفض إنتاج النفط، وبحسبه فإن هذه الخطوة التي وافقت عليها بالإجماع دول أوبك + كانت اقتصادية بحتة.
في أوائل أكتوبر، اتفق أعضاء أوبك + على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً بدءاً من نوفمبر، على الرغم من أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الطاقة في مناطق أخرى، فقد حظيت هذه الخطوة بدعم جميع أعضاء الحلف.
ومع ذلك، تسبب القرار في رد فعل سلبي للغاية من البيت الأبيض، لذلك، قال السناتور كريس مورفي إنه بعد انحياز السعوديين لروسيا وأوبك +، يجب على الرئيس بايدن “إعادة النظر في العلاقات مع المملكة العربية السعودية “.
وأشارت موسكو بدورها إلى أن مثل هذا الإجراء يهدف فقط إلى استقرار سوق النفط.