واشنطن – (رياليست عربي): ذكر براناي فادي، المدير الأول لمجلس الأمن القومي لمنع انتشار الأسلحة النووية بالبيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تعترف بأن المعاهدة الروسية الأمريكية بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت) يمكن استبدالها بعدة اتفاقيات في مجال الحد من الأسلحة.
وأضاف أن “الحقيقة الآن هي أن الإدارة الأمريكية لديها نهج مفضل، ونحن نريد أن يكون هذا النهج مفضلاً لدى روسيا والصين أيضاً، بالنسبة لنا، يبدو هذا بمثابة بداية المفاوضات مع روسيا بشأن متابعة اتفاقية ستارت الجديدة (في روسيا تسمى أيضاً نيو ستارت وستارت 3) أو مجموعة من الاتفاقيات لضمان الحفاظ على القيود بين البلدين على الأقل، الولايات المتحدة وأكبر خصم نووي لنا”.
وكما أشار وادي، فإن روسيا لا تزال تعتقد أنه من المنطقي الإبقاء على القيود المفروضة على الأسلحة النووية الاستراتيجية المنتشرة، وفي رأيه أن هذا هو الصحيح، وشدد على أن الولايات المتحدة متحدة في هذا الأمر وستواصل دعم القيود حتى انتهاء معاهدة ستارت الجديدة. إلى ذلك، أشار وادي إلى أن الولايات المتحدة تأمل في بدء المفاوضات مع روسيا حول المزيد من الحلول قبل انتهاء مدة المعاهدة.
وفي وقت سابق، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الحد من الأسلحة والأمن الدولي، بوني جينكينز، إن الولايات المتحدة تعرض على روسيا أن تعمل بشكل مشترك على تطوير إطار عمل للحد من الأسلحة الاستراتيجية، لكن يُزعم أنها لم تر أي اهتمام متبادل.
وكانت قد أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا إلى الكونجرس الأمريكي جاء فيه أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن التدابير المضادة بموجب المعاهدة الروسية الأمريكية بشأن زيادة التخفيضات والحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والامتثال لشروطها بالكامل إذا عادت روسيا للامتثال لالتزاماتها بموجب معاهدة ستارت الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة اتخذت في عام 2023 إجراءات مضادة رداً على الانتهاكات المزعومة من قبل الاتحاد الروسي لالتزاماته بموجب المعاهدة الجديدة، في حين يُزعم أنهم أنفسهم “أوفوا بالتزاماتهم”، بما في ذلك الاستمرار في “تزويد روسيا بإخطارات أولية حول عمليات الإطلاق” صواريخهم الباليستية العابرة للقارات.
وقال فلاديمير إرماكوف، مدير إدارة منع الانتشار والحد من الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، إنه من غير المجدي الحديث عن مصير معاهدة ستارت الجديدة أو بديلها، وبرأيه، فإن الولايات المتحدة ليست مستعدة لحوار متكافئ أو عمل شامل لخفض مستوى الصراع في العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين، مما يعني أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تراودها أوهام بشأن إبرام اتفاقيات جديدة مع روسيا في هذا المجال للسيطرة على الأسلحة.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش روسيا والولايات المتحدة إلى العودة إلى الحوار بشأن معاهدة ستارت 3، ووفقاً للأمين العام للأمم المتحدة، يتعين على روسيا والولايات المتحدة إيجاد طريقة للعودة إلى الحوار لتنفيذ معاهدة ستارت 3، وحذر من أن الأسلحة النووية المدمرة أصبحت أكثر قوة، ودعا إلى عدم شن حرب نووية أبداً، لأنه لا يوجد منتصر فيها.
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكلمات حول استعداد الولايات المتحدة للمفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي بالديماغوجية، وأشار الرئيس الروسي إلى أن واشنطن ظلت تعرقل لمدة 15 عاماً اقتراح موسكو بشأن مشروع معاهدة بشأن منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، والذي تم إعداده في عام 2008، وأكد في الوقت نفسه أن روسيا الاتحادية مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة بشأن قضية الاستقرار الاستراتيجي.
وفي الوقت الحالي، علق الجانب الروسي مشاركته في معاهدة ستارت الجديدة، أعلن هذا القرار في 21 فبراير 2023 من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سلم رسالة إلى الجمعية الفيدرالية، وشدد رئيس الدولة على أن روسيا لا تنسحب من المعاهدة، ولكن قبل العودة إلى مناقشة هذه القضية، يجب عليها أن تفهم بنفسها كيف ستأخذ معاهدة ستارت الجديدة في الاعتبار ترسانات ليس فقط الولايات المتحدة، ولكن أيضاً ترسانات أخرى القوى النووية في الناتو – بريطانيا العظمى وفرنسا.