واشنطن – (رياليست عربي): لن تكشف الولايات المتحدة الأمريكية عن الحقيقة حتى لو كانت ظاهرة للكفيف في عز النهار من أجل شيء واحد فقط هو عدم إلحاق أي أذى نفسي بمواطن إسرائيلي واحد، فمن الطبيعي أن يكون الحال في قضية مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي صوب نحو جسدها الرصاص من موقع إسرائيلي، فكانت براءة “واشنطن” بحق إسرائيل، أن الطلقة النارية التي أطلقت من جانب إسرائيلي في جسد “أبو عاقلة” لم تكن متعمدة.
أهدرت واشنطن من جديد، دماء بريئة، فكان التشديد في هذا الصدد على عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بأنها قتلت بشكل متعمد.
الفلسطينية “أبو عاقلة” هي في نفس الوقت مواطنة أمريكية، ولكن ما دام الأمر يتعلق بالصورة الدولية “البريئة” لإسرائيل، فكان تعليق الخارجية الأمريكية إن الرصاصة التي قتلت “شيرين” لا تتيح التوصل إلى استنتاج نهائي في ما يتعلق بمصدر الرصاصة التي قتلتها في 11 مايو/ أيار الماضي وتسلمتها من السلطات الفلسطينية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن خبراء بالستيين خلصوا إلى أن الرصاصة متضررة بشكل كبير ما حال دون التوصل إلى استنتاج نهائي، بعد تحليل جنائي شديد التفصيل بمشاركة خبراء من الخارج.
وشددت على أن المنسق الأمني الأمريكي لم يجد ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الأمر متعمد بل جاء نتيجة ظروف مأسوية خلال عملية للجيش الإسرائيلي ضد فصائل تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني.
وقتلت “أبو عاقلة” التي كانت تعمل لدى قناة “الجزيرة” القطرية منذ 25 عاماً إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية عند أطراف مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وكان قد تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن منذ شهر، محاسبة المسؤولين عن مقتل “أبو عاقلة” ليدعي التطلع إلى تحقيق مستقل وموثوق به، ليشجب وقتئذ بشدة خسارة “شيرين” المواطنة والصحفية الأمريكية التي وصفها بـ”المميزة”، وذلك بعد أن دعا عشرات من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، مكتب التحقيقات الفيدرالي، إجراء تحقيق للسعي إلى التوصل لنتيجة محايدة في مقتلها.
ورداً على الموقف الأمريكي، نددت عائلة “أبو عاقلة” بنتائج تحقيق واشنطن، مشيرين إلى أن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، لا يمكن تصديقه.