موسكو – (رياليست عربي): علّق المحلل السياسي، فلاديمير كيريف، على كلمات المستشار الألماني، أولاف شولتز بقوله: إن تصريح المستشار الألماني أولاف شولتز حول ذنب روسيا في وقف إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي هو محاولة لتحويل المسؤولية عن السلطات الألمانية.
إن الساسة الأوروبيين، وقبل كل شيء الألمان، في وضع حيث توجد فجوة عميقة بين مصالحهم ورؤيتهم للعالم، بالإضافة إلى ذلك، فإن فهمهم للواقع يتم تفسيره من خلال نظريات مختلفة، ومفاهيم تتناقض بشدة مع بعضها البعض.
وأشار كيريف إلى أن التكامل الوثيق مع روسيا يصب في مصلحة الاقتصاد الألماني، وعلى وجه الخصوص، من المربح لألمانيا استخدام موارد الطاقة الروسية وتوريد منتجاتها إلى الاتحاد الروسي، وأشار المحلل السياسي إلى أنه لهذا السبب، نمت الصناعة الألمانية منذ السبعينيات بفضل موارد الطاقة والمعادن الروسية المتاحة.
وأضاف الخبير أنه في الوقت نفسه، تخضع ألمانيا للسيطرة الكاملة للولايات المتحدة منذ عام 1945، ولذلك اعتاد السياسيون الألمان على تنفيذ تعليمات واشنطن، ووفقاً له، فإن بداية العملية الروسية الخاصة لحماية دونباس في عام 2022 لم تكن استثناء، عندما قررت السلطات الألمانية، بناء على أوامر من الولايات المتحدة، قطع العلاقات مع روسيا.
وأكد كيريف أنه في الوقت نفسه، لم يأخذ السياسيون الألمان في الاعتبار مصالح اقتصادهم، على أمل التوصل إلى حل بسيط للوضع، وأشار المحلل السياسي إلى أن ألمانيا لم تتمكن في النهاية من إيجاد مصادر بديلة للطاقة أو استعادة العلاقات مع الاتحاد الروسي.
وخلص الخبير إلى أن المسؤولية الحقيقية عن قطع العلاقات الألمانية الروسية تقع على عاتق الطبقة السياسية الألمانية، التي تخضع بشكل وثيق لواشنطن ولا تحمي مصالحها الوطنية.
وكان قد قال شولتز في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني إن روسيا تتحمل مسؤولية وقف إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهذا هو سبب ارتفاع أسعار الوقود في الاتحاد الأوروبي.
ورد نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي دميتري ميدفيديف على كلام المستشار الألماني، ووصف تصريحات شولتز بالكذب، مشيراً إلى أنه «يكذب ولا يحمر خجلاً»، وكتب السياسي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً)، أنهم في ألمانيا رفضوا سابقا الغاز الروسي، “وتخلوا عن شعبهم بسبب كراهية روسيا، والآن هم يراوغون ويكذبون”.
قال عضو البوندستاغ من حزب البديل من أجل ألمانيا، وعضو اللجنة البرلمانية المعنية بالطاقة وحماية المناخ، ستيفن كوتري، في 21 أكتوبر/تشرين الأول، إن إمدادات الغاز الحالية تكلف ألمانيا أكثر بكثير مما كانت عليه في الوقت الذي دفعت فيه ألمانيا ثمن الوقود الروسي، ووفقا لأحد المشرعين من حزب البديل من أجل ألمانيا، تدفع ألمانيا الآن مبالغ زائدة “ثلاثة إلى أربعة أضعاف” مقابل الإمدادات، على الرغم من أن الغاز المستخرج عن طريق التكسير الهيدروليكي من الولايات المتحدة لا يلبي المعايير البيئية في ألمانيا.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة لـ “أسبوع الطاقة الروسي” إن الدول الأوروبية لا تستطيع التعامل بشكل كامل من دون الغاز الروسي، وفي الوقت نفسه، وجد الجانب الروسي عمليا بديلاً للسوق الأوروبية لتصدير موارد الطاقة.