بيروت – (رياليست عربي): لا يزال لبنان يعاني من تبعات السياسة التي تنعكس مباشرةً على مواطنيه بل وعلى كل تفاصيل حياة اللبنانيين، بدءاً من تدهور قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، مروراً بضعف القدرة الشرائية، وشلل العديد من القطاعات، فضلاً عن قطيعة وشبه عزلة سياسية عربية تقودها الرياض.
ضمن هذا المشهد تنشط باريس بشكل لافت لإحداث خرق في القطيعة الخليجية، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن الإمارات ستنضم إلى صندوق قررت فرنسا والسعودية إنشاءه لمساعدة الشعب اللبناني، وقد تم الاتفاق على ذلك خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الخليج، حيث جرى التركيز على ضرورة تجديد الروابط بين لبنان والدول الخليجية.
هذا الصندوق ليس لحل مشكلة لبنان الكبرى المتمثلة بتصاعد الخصومة بين الأفرقاء اللبنانيين، وتضارب مصالح حلفائهم الإقليميين وبالتالي مصالحهم، ولكن من أجل تخفيف حدة الآثار الكارثية الداخلية على اللبنانيين معيشياً، من خلال البضائع ودعم بعض القطاعات الدوائية والغذائية وغيرها دون الاضطرار للجوء إلى الحكومة والتنسيق معها، إذ أن الرياض أعلنت سابقاً بأنها ستوقف مساعدات مالية للحكومة والسبب وجود وزراء يتبعون لأحد الأحزاب التي تصنفها الرياض إرهابية وتريد إزاحتها من المشهد السياسي اللبناني.
في المقابل تعمل باريس على إعادة تذكير اللبنانيين بأنها الأم التاريخية الحنون لهم، ويريد ماكرون تذكير هؤلاء بأن فرنسا هي السبب الرئيسي في جمع عرب الخليج على صندوق مساعدة اللبنانيين.
ومن المتوقع في حال تفعيل عمل هذا الصندوق أن يكون تحت إشراف مباشر من فرق فرنسية – خليجية مباشرة، وليس ضمن مسؤوليات وإشراف وزير محدد في الحكومة اللبنانية المتعثرة حالياً.
فيما تُطرح أسئلة عدة من قبل اللبنانيين، هل ستكون المساعدات لكل اللبنانيين، أم لأنصار الأحزاب المتحالفة مع الدول الخليجية مثلاً؟ هل سيُعامل سكان الضاحية الجنوبية وبعلبك الهرمل وبقية قرى الجنوب اللبناني، كما سيُعامل سكان الأشرفية والحازمية وبيروت وطرابلس مثلاً ؟
يُذكر بأن لبنان لا زال يعاني مشكلة سياسية ودبلوماسية مع دول خليجية على رأسها السعودية، وحتى الآن لم يصدر ضوء أخضر من الرياض لبعض الزعماء والسياسيين بحلحلة الوضع الداخلي والتداعي لحوار وطني، إذ اعتذر الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري عن المشاركة في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس اللبناني ميشال عون.
خاص وكالة رياليست.