نيويورك – (رياليست عربي): خرجت أنباء من مصادر مطلعة بالجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن الحكومة التركية عبر خارجيتها، تقدمت بشكوى ضد قبرص، لرفضها منح “نيقوسيا” حقوق لاستكشاف الغاز في بلوك 5 بشرق البحر المتوسط في الجرف القبرصي، لتحالف شركتي “إكسون موبيل” الأمريكية وقطر للطاقة، أبرم بشأنه عقد في الشهر الماضي لاستكشاف النفط والغاز وتقاسم الإنتاج قبالة سواحل جزيرة قبرص.
وأوضحت المصادر أن التحرك التركي جاء بعد عدة أمور منها بدء أعمال الحفر بالفعل في بلوك رقم 10 من جانب التحالف في مياه قبرص، بالإضافة إلى فشل مساعي تركيا في التعامل مع صدمة موجعة بدخول حليفتها الدوحة ضمن هذا التحالف، عبر مؤسسة قطر للطاقة.
وجاءت في شكوى تركيا بحسب المصادر، أن أعمال الحفر والتنقيب من جانب التحالف الذي تم من خلال قبرص، يأتي ضمن ما ادعته بأنها “جرفها القاري” في مياه البحر المتوسط.
وتحدث مراقبون عن أن تركيا لجأت إلى هذا التحرك، بعد أن فشلت مساعي سياسية واقتصادية مع حليفتها طوال العقد الماضي دولة قطر، ويعتبر هذا التحالف قائم حتى الوقت الحالي في ظل تواجد عسكري لتركيا بالاتفاق مع الدوحة على الأراضي القطرية منذ المقاطعة الرباعية العربية من جانب الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مع قطر، وهي المقاطعة التي أصبحت غير مفعلة في الوقت الحالي، وباتت على الأرض شيئاً من الماضي.
وتعرضت تركيا لصدمة في الأساس، في ظل تفعيل واستكمال عقد أبرم من جانب قبرص مع تحالف مكون من شركتي “إكسون موبيل” الأمريكية وقطر للطاقة، لاستكشاف النفط والغاز وتقاسم الإنتاج قبالة سواحل جزيرة قبرص، وهو الاتفاق الذي اعترضت عليه أنقرة، حيث كانت تمني “تركيا” النفس في إيجاد حل ودور من جانب “الدوحة” في هذا الاتفاق عبر “قطر للطاقة” وهو ما لم يتحقق.
وكان قد تم تقسيم قبرص منذ أن غزت تركيا واحتلت ثلثها الشمالي عام 1974.
وكانت قد أعلنت “نيقوسيا” الأسبوع الماضي، أنها استأنفت عمليات استكشاف النفط والغاز مع شركة إكسون موبيل بعدما علقت أعمال التنقيب لأكثر من عام بسبب تفشي فيروس كورونا، وتتركز عمليات الاستكشاف الحالية في بلوك 10 من المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة القبرصية، وصاحب ذلك منح جديد للاستكشاف في بلوك 5 ، وسبق ذلك إعلان وزارة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية عن بدء التقييم الثاني لبئر غلافكوس في الرقعة 10 بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص.
وتعتبر عمليات التنقيب هذه هي الأولى في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص منذ ظهور وباء كورونا.
ويقدر الاحتياطي المكتشف في الرقعة 10 ما بين 5 إلى 8 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ويتوقع أن تصدر نتائج عمليات التنقيب الحالية بنهاية فبراير/ شباط 2022.
وهددت تركيا بمنع “إكسون موبيل” من استكشاف موارد النفط والغاز قبالة قبرص بعدما منحت نيقوسيا شركة النفط الأمريكية ترخيصاً لاستكشاف الرقعة 5 في وقت سابق من الشهر الحالي، واعتبرت وزارة الخارجية التركية أن الترخيص شمل قطاعاً يقع ضمن نطاق الجرف القاري لتركيا في شرق البحر المتوسط ويشكل انتهاكاً له.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن تركيا لن تسمح أبداً لأي دولة أو شركة أو سفينة أجنبية بالمشاركة في أنشطة التنقيب عن المحروقات في مناطق ولايتها البحرية، وأضافت أن أنقرة ستدافع عن حقوقها وعن حقوق ما يعرف بـ”جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها إلا أنقرة على أن من حقها الاستفادة من موارد الطاقة المكتشفة قبالة سواحلها.
وتتزايد عمليات التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط منذ اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في مياه قبرص وإسرائيل ومصر.
واتهمت “أنقرة” بانتهاج ما سمي بـ”دبلوماسية البوارج” بعدما منعت البحرية التركية سفينة تابعة لشركة “إيني” الإيطالية من الوصول إلى وجهتها لإجراء عمليات تنقيب في الرقعة 3، وحضت المفوضية الأوروبية تركيا على احتواء التصعيد متعهّدة الدفاع عن مصالح اليونان وقبرص، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي.
ودانت جهات دولية عدة تركيا لنشرها سفناً لاستكشاف الموارد النفطية في المياه القبرصية، في خطوة رد عليها الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة.
خاص وكالة رياليست.