واشنطن – (رياليست عربي): أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة من الجدل بعد أن هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على دول مجموعة “بريكس” في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024. وجاءت هذه التصريحات خلال إحدى خطاباته الانتخابية، حيث أعاد التأكيد على سياساته الحمائية التي اتبعها خلال ولايته الرئاسية الأولى، والتي تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية وتقليل العجز التجاري.
مجموعة “بريكس”، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، تعتبر واحدة من أهم التكتلات الاقتصادية الناشئة، حيث تمثل مجتمعة ما يقارب ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويهدف هذا التحالف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين أعضائه، مع تقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي. ولذلك، فإن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على هذه الدول قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية، خاصة مع الصين، التي تخوض منذ سنوات نزاعًا تجاريًا مع الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تلقى هذه التصريحات ردود فعل قوية من قبل حكومات دول “بريكس”، حيث قد تعتبر هذه الخطوة محاولة أمريكية للحد من نفوذها الاقتصادي المتزايد. كما أن فرض رسوم جمركية إضافية قد يدفع هذه الدول إلى تعزيز تحالفاتها التجارية البديلة، مثل زيادة استخدام العملات المحلية في المبادلات التجارية بدلاً من الدولار الأمريكي، مما قد يؤثر على هيمنة العملة الأمريكية في النظام المالي العالمي.
على الصعيد الداخلي الأمريكي، يرى مؤيدو ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية لحماية الاقتصاد الوطني وفرض شروط أكثر إنصافًا في التجارة الدولية. إلا أن المعارضين يحذرون من أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى حرب تجارية واسعة النطاق، مما سينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي.
في النهاية، إذا تحققت تهديدات ترامب، فقد يشهد العالم تحولًا في التحالفات الاقتصادية، مع اتجاه دول “بريكس” إلى تعزيز تعاونها بعيدًا عن النظام الغربي. كما قد تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من التصدع في العلاقات الدولية، في وقت يحتاج فيه العالم إلى تعاون اقتصادي لمواجهة التحديات المشتركة مثل التضخم وأزمات سلاسل التوريد.