موسكو – (رياليست عربي): أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حديثه الأخير على الإمكانات “الهائلة” التي تتمتع بها منطقتي دونباس ونوفوروسيا، مشيراً إلى أن هذه المناطق تمتلك مقومات اقتصادية وبشرية كبيرة تتيح لها لعب دور محوري في التنمية الإقليمية، وجاءت هذه التصريحات في سياق الجهود الروسية لتعزيز التكامل الاقتصادي مع هذه المناطق بعد سنوات من الصراع.
يأتي تركيز بوتين على القطاعات الصناعية والبنية التحتية في دونباس ونوفوروسيا، حيث أشار إلى أن هذه المناطق تضم موارد طبيعية مهمة مثل الفحم والمعادن، بالإضافة إلى قوة عاملة ماهرة تشكل ركيزة أساسية لعملية إعادة الإعمار. وقد بدأت روسيا بالفعل بتنفيذ مشاريع تنموية واسعة النطاق تشمل إصلاح الطرق والجسور وشبكات الطاقة.
لكن المشهد لا يخلو من التحديات، حيث تواجه هذه المناطق صعوبات جمة بسبب الآثار المستمرة للنزاع المسلح والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا. كما أن مسألة الاعتراف الدولي بالوضع القانوني لهذه المناطق تبقى عقبة كؤود أمام أي تقدم حقيقي على الصعيد الاقتصادي.
من ناحية أخرى، تظهر التقارير أن موسكو تعمل على تعزيز الروابط الاقتصادية بين دونباس ونوفوروسيا ومناطق أخرى تحت سيطرتها، مع محاولات لجذب استثمارات من دول صديقة. إلا أن نجاح هذه الجهود يبقى مرهوناً بالقدرة على تخطي العقبات الأمنية والسياسية التي لا تزال قائمة.
ختاماً، ورغم الطموحات الروسية الكبيرة في تحويل دونباس ونوفوروسيا إلى محركات للنمو الاقتصادي، فإن الطريق أمام تحقيق هذا الهدف يبدو طويلاً وشائكاً في ظل الظروف الحالية والمعطيات الإقليمية والدولية المعقدة.