بكين – (رياليست عربي): أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن الصادرات إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 33% في أغسطس مقارنة بالعام الماضي، في حين انخفضت الواردات من أميركا بنسبة 16%. وعلى الرغم من أن إجمالي الصادرات الصينية ارتفع بنسبة 4.4% بالدولار الأميركي، فإن هذه النسبة تمثل أدنى نمو منذ فبراير، وأقل من توقعات المحللين عند 5%.
ويرى خبراء أن التباطؤ يعكس تأثير القاعدة المرتفعة للعام الماضي، إضافة إلى تلاشي أثر الهدنة التجارية المؤقتة مع واشنطن. وقال زيشون هوانغ، الخبير الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»، إن «رفع الرسوم على الشحنات المعاد توجيهها عبر دول ثالثة سيزيد الضغوط على الصادرات الصينية».
وفي المقابل، صعدت صادرات بكين إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 10.4%، وإلى دول «آسيان» بـ22.5%، وإلى إفريقيا بنحو 26%. كما ارتفعت صادراتها إلى أميركا اللاتينية 6% منذ بداية العام. ومع ذلك، تبقى الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري منفرد للصين، إذ استوعبت واردات بقيمة 283 مليار دولار حتى أغسطس، مقابل 541 مليار دولار للاتحاد الأوروبي.
الاتفاق الأخير بين بكين وواشنطن في 11 أغسطس مدّد الهدنة الجمركية 90 يوماً مع بقاء رسوم أميركية بمتوسط 55% ورسوم صينية بـ30%، غير أن محادثات لاحقة في واشنطن لم تحقق تقدماً ملموساً. وهدد الرئيس ترامب بفرض رسوم تصل إلى 200% على السلع الصينية إذا لم تلتزم بكين بزيادة صادرات المعادن النادرة.
اقتصادياً، يراقب المحللون ما إذا كانت بكين ستعلن حوافز مالية إضافية في الربع الأخير لدعم الطلب المحلي، في ظل استمرار الضغوط الانكماشية. وتتوقع «غولدمان ساكس» بقاء التضخم الصناعي سلبياً عند -2.9% في أغسطس، فيما تشير التقديرات إلى احتمال خفض البنك المركزي الصيني أسعار الفائدة بين 10 و20 نقطة أساس الأسبوع المقبل.