بروكسل – (رياليست عربي): رغم التصريحات العديدة للدول الأوروبية بشأن رفض الغاز الروسي، إلا أن العديد من دول أوروبا الشرقية تواصل استلامه عبر خط أنابيب يمر عبر أراضي أوكرانيا، وتنتهي اتفاقية العبور في نهاية عام 2024، لكن مصادر بلومبرج قالت إن بعض دول الاتحاد الأوروبي تتفاوض مع الجانب الأوكراني لتمديد الاتفاقية.
“يجري ممثلو الحكومة والشركات الأوروبية مفاوضات خاصة مع زملائهم في أوكرانيا للحفاظ على إمدادات الغاز العام المقبل، وقالت بعض المصادر إن أحد الخيارات التي تتم مناقشتها هو أن تقوم الشركات الأوروبية بشراء وضخ الغاز من أذربيجان إلى خطوط الأنابيب الروسية التي تنقل الغاز إلى أوروبا، وقالت الوكالة في مادتها إن مثل هذا الاتفاق سيسمح لأوروبا بتجنب المشاكل المرتبطة بشراء الغاز الروسي.
وبحسب المصادر فإن أوكرانيا قد تدعم مثل هذه الخطة لما لها من فوائد مالية كبيرة، وهذا ما أكده أيضاً المدير التنفيذي لشركة نفتوغاز الأوكرانية أليكسي تشيرنيشوف.
هناك عاملان يجب أن نأخذهما في الاعتبار دائماً، أولاً، تتمتع أوكرانيا ببنية تحتية مذهلة لنقل وتخزين الغاز وينبغي استغلالها، بالإضافة إلى ذلك، فإن أوكرانيا مستعدة لاستخدام هذه البنية التحتية لأنها تجلب الكثير من الفوائد.
واستبعد تشيرنيشوف أي خطة تتضمن التعاون مع شركة غازبروم الروسية، وأضاف أن إمدادات الغاز من أذربيجان “قد يكون لها بعض المستقبل”.
وقال إيغور يوشكوف، كبير محللي صندوق أمن الطاقة الوطني، والخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، لإزفستيا إن الاتحاد الأوروبي أعلن عن أزمة طاقة وضرورة محاولة إقناع أذربيجان بضرورة ذلك، أي زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وقال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للطاقة، إيجور أنانسكيخ، في محادثة مع إزفستيا، إن الزعماء الأوروبيين سيكونون ضد حظر أوكرانيا لعبور الغاز الروسي ، لأن الاتحاد الأوروبي يدرك الضرر و عواقب هذا القرار.
من جانبه قالت المفوض الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شهبازوف في باكو، إن حظر الغاز من الاتحاد الروسي لم يتم تضمينه في الحزمة الثالثة عشرة من العقوبات المناهضة لروسيا بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأضافت أن العقوبات يجب ألا تضرب أولئك الذين يفرضونها بشكل أقوى من روسيا.
كما أفادت سيمسون أن دول الاتحاد الأوروبي ليست مهتمة بتمديد اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، والتي تنتهي في نهاية عام 2024، وفي الوقت نفسه، يظل العبور عبر أوكرانيا هو الخيار الوحيد لتزويد دول غرب ووسط أوروبا بالغاز الروسي بعد حادث نورد ستريم.
وفي وقت سابق أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جلسة عامة لـ ”أسبوع الطاقة الروسي”، إلى أن اقتصادات الدول الأوروبية وصلت إلى “مستوى الصفر” لأن الأوروبيين يدفعون مبالغ زائدة مقابل إمدادات النفط والغاز، وأضاف رئيس الدولة أنه تم تحديد سقف لأسعار الغاز والنفط من الاتحاد الروسي على وجه الخصوص.
وقال تشيرنيشوف إن أوكرانيا لم تنتهك اتفاقية العبور مباشرة بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس فقط بسبب الشركاء الأوروبيين الذين يحتاجون إلى الغاز الروسي.