لندن (رياليست- عربي): تواجه بريطانيا أكبر إضراب للسكك الحديدية منذ عشرات السنين اليوم السبت مع إضراب عشرات الآلاف من العمال في ثلاث نقابات عمالية في خلافات بشأن الأجور والأمن الوظيفي مما أدى إلى إغلاق معظم شبكة السكك الحديدية في البلاد.
وتعد هذه أحدث إضرابات خلال عام شهد اضطرابات عمالية واسعة النطاق في بريطانيا شملت الجميع من عمال النقل والبريد إلى المحامين بعد أن فاق ارتفاع تكاليف المعيشة والارتفاع الصاروخي فواتير الطاقة الزيادات في الأجور.
ومع وصول التضخم لأعلى مستوياته منذ 40 عاما عند نحو عشرة في المئة، تقول النقابات العمالية إن عروض الأجور لعمالها تماثل خفضا للأجور بالقيمة الحقيقية.
وسيضرب في المجمل أكثر من خمسين ألفا من عمال السكك الحديدية يمثلهم الاتحاد العام لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل ونقابة سائقي ومهندسي القطارات و نقابة صناعات النقل والسفر اليوم السبت لمدة 24 ساعة في إضراب سيؤثر على 14 شركة لتشغيل القطارات بالإضافة إلى شركة “شبكة القطارات” التي تمتلك البنية التحتية للقطارات.
ووصفت شبكة القطارات الإضرابات بأنها “غير ضرورية ومضرة”، قائلة إن عرضها الأخير كان زيادة الأجور ثمانية على مدار عامين مع مزايا.
وقالت إن نحو 11 في المئة فقط من خدمات القطارات ستعمل اليوم السبت ولن تكون هناك قطارات في بعض مناطق من البلاد على الإطلاق.
توتر داخلي
وتشهد بريطانيا في الأيام الأخيرة جدلا متصاعدا على إثر خطة حكومة ليز تراس التي تضمنت تخفيضات ضريبية تاريخية، تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي، لكنها تتضارب مع خطط بنك إنجلترا لتشديد الأوضاع المالية لكبح التضخم المرتفع الذي يزيد تكاليف المعيشة على الأسر البريطانية.
وانتقد صندوق النقد الدولي، بشكل علني، خطة الحكومة البريطانية لخفض الضرائب، وحثها على إعادة النظر فيها، محذرا من أنها ستؤدي إلى تصاعد أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.
ودافعت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الخميس عن خطتها لخفض الضرائب على الرغم من الاضطراب الذي أحدثته في الأسواق المالية.
وعلى الرغم من أن تراس تسلمت السلطة قبل أقل من شهر، إلا أنها تتعرض لضغوط شديدة بعد أن أدت التخفيضات الضريبية التي فرضتها حكومتها الى هبوط الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار.