وادي السيليكون – (رياليست عربي). أعلنت شركتا إنفيديا وإنتل عن اتفاق استثماري وتكنولوجي مشترك يتضمن استثمار إنفيديا 5 مليارات دولار في منافستها التقليدية، بهدف تطوير معالجات للحواسيب الشخصية ومراكز البيانات.
الخبر دفع أسهم إنتل للارتفاع بنسبة 23% لتصل إلى 30.57 دولار، بينما زادت أسهم إنفيديا 3.5%. ويُعد الاتفاق تعاوناً نادراً بين عملاقين من وادي السيليكون يتنافسان منذ أكثر من ثلاثة عقود.
يأتي هذا التطور بعد شهر من استحواذ الحكومة الأمريكية على حصة 10% في إنتل، ضمن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب لتأمين سلسلة توريد أشباه الموصلات. وبموجب الاتفاق، ستقوم إنتل بتصميم معالجات مخصصة لمنصات إنفيديا في مراكز البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ومعالجات جديدة للحواسيب الشخصية، فيما ستشتري إنفيديا الأسهم بسعر 23.28 دولار للسهم.
الرئيس التنفيذي لإنفيديا جن-سن هوانغ وصف الشراكة بأنها «تعاون تاريخي» و«اندماج بين منصتين عالميتين»، بينما أكد الرئيس التنفيذي لإنتل ليب-بو تان أن التعاون يستهدف فرصة سوقية بقيمة 50 مليار دولار، عبر دفع إنتل أعمق في الذكاء الاصطناعي وتوسّع إنفيديا في الحواسيب الاستهلاكية.
مع ذلك، لم يشمل الاتفاق التزاماً باستخدام وحدة تصنيع الشرائح (Foundry) الخاصة بإنتل، التي تخسر مليارات سنوياً وتعاني من ضعف قدرتها على جذب عملاء خارجيين. وأكد هوانغ أن الشركتين ستواصلان الاعتماد على شركة TSMC التايوانية: «لا يمكن المبالغة في وصف السحر الذي تمثله TSMC».
ويحذر محللون من أن فشل إنتل في اجتذاب عملاء كبار قد يدفعها للتخلي عن التصنيع المتقدم كلياً، وهو ما قد يترك الشركات الأمريكية معتمدة بشكل شبه كامل على تايوان لتأمين الشرائح الأكثر تقدماً — في وقت تعتبر فيه واشنطن استقلالها التكنولوجي قضية استراتيجية.
الاتفاق جاء أيضاً بعد استثمار شركة سوفت بنك ملياري دولار في إنتل الشهر الماضي، فيما يرى خبراء أن دخول إنفيديا ليس مجرد دعم مالي، بل «محاذاة استراتيجية تمنح إنتل مستقبلاً أوضح»، بحسب جيف بلايبر من مؤسسة CCS Insight.