غوبا – (رياليست عربي). افتتحت إثيوبيا رسمياً سد النهضة الكبير، أكبر محطة كهرومائية في أفريقيا بتكلفة بلغت 5 مليارات دولار، ليصل إلى كامل طاقته المخططة البالغة 5,150 ميغاواط، ما يضعه ضمن أكبر 20 مشروعاً كهرومائياً في العالم.
في حفل التدشين الذي حضره قادة الصومال وجيبوتي وكينيا، وصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد المشروع بأنه “لحظة تحول للمنطقة”، مؤكداً: «إثيوبيا بنت السد لتزدهر، لتضيء المنطقة بأكملها وتغيّر تاريخ الشعوب السوداء. لم يكن الهدف أبداً الإضرار بالأشقاء».
يُعد السد محورياً لطموحات ثاني أكبر بلد في القارة من حيث عدد السكان (120 مليون نسمة)، إذ يتوقع أن يزوّد ملايين الإثيوبيين بالكهرباء ويتيح تصدير الفائض إلى الدول المجاورة. كما أن خزانه الهائل، الأكبر من مساحة لندن الكبرى، سيساعد في تنظيم الري والتخفيف من آثار الجفاف والفيضانات.
توتر مع مصر والسودان
منذ بدء أعمال البناء عام 2011، واجه المشروع اعتراضات حادة من مصر التي تعتمد على نهر النيل لتأمين 90% من احتياجاتها المائية. ورأت القاهرة أن تدشين السد “خرق للقانون الدولي”، وحذّرت أمام مجلس الأمن هذا الأسبوع بأنها تحتفظ بحقها في “اتخاذ كل الإجراءات المناسبة” للدفاع عن مصالحها.
أما السودان فطالب مجدداً باتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل الخزان، رغم أنه قد يستفيد من ضبط الفيضانات والحصول على كهرباء أرخص. وتؤكد أديس أبابا أن عمليات الملء المرحلية منذ 2020 لم تؤثر على تدفقات المياه نحو دول المصب، مستشهدة بدراسات مستقلة.
رمز وطني وتحديات
أصبح السد رمزاً للوحدة الوطنية في بلد عانى من صراعات داخلية لسنوات. وقد موّلت الحكومة 91% من تكلفته، فيما جُمعت البقية من الإثيوبيين عبر السندات والتبرعات.
المزارع المحلي سلطان عبد الله حسن عبّر عن التغيير قائلاً: «لدينا الآن ثلاجات، نشرب ماءً بارداً، ونستخدم الكهرباء في كل شيء».
لكن التحديات باقية؛ فبينما بلغت نسبة الكهرباء في المدن 94% عام 2022، لم تتجاوز التغطية الوطنية 55% وفق البنك الدولي. ويقول الخبراء إن ضعف شبكات النقل قد يؤخر الاستفادة الكاملة من المشروع، رغم أن صناعات ناشئة مثل تعدين العملات الرقمية بدأت تستغل الإمدادات الجديدة.