فرانكفورت – (رياليست عربي): تعيش بلدان القارة الأوروبية مخاوف تبعات التوترات السياسية في العالم، والتي تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد ثم على الحالة المعيشية لمواطني تلك الدول، لا سيما الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
في هذا السياق قال كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك المركزي الأوروبي فيليب لين إن تضخماً قياسياً مرتفعاً في منطقة اليورو يثير مخاطر بتغذية “سيكولوجية التضخم”، في إشارة إلى ظاهرة يعدّل فيها المستهلكون والشركات عاداتهم مع توقعهم ارتفاع الأسعار.
مضيفاً: ما أن تترسخ سيكولوجية التضخم فإن المستهلكين يسارعون إلى الإنفاق للتغلب على الزيادة في الأسعار بينما تبدأ الشركات برفع الأسعار متوقعة ارتفاع التكاليف. وهذان السلوكان كلاهما يطيلان أمد التضخم.
وأبلغ لين في اجتماع لخبراء اقتصاديين في لندن، لدينا معدلات تضخم مرتفعة جداً الآن، ومن الواضح أننا قد نكون في عالم بدأت فيه سيكولوجية التضخم بالترسخ وفق تعبيره.
يأتي ذلك بالتزامن مع موجة ارتفاع لأسعار الخدمات والسلع في جميع الدول الأوروبية، وذلك نتيجة الحرب بين موسكو وكييف، فضلاً عن المواقف الأوروبية المناوئة لروسيا والتي تمثلت بالعقوبات الاقتصادية، ما أثر على أسعار الطاقة وبالتالي على أسعار كل شيء آخر في القارة العجوز، بحيث بات المواطنين يشعرون به في حياتهم اليومية.
في حين يتوقع خبراء ومراقبون أوروبيون أن يتطور المشهد الاقتصادي الحالي في أوروبا إلى أزمات اقتصادية، فمثلاً إيجاد بديل للغاز الروسي سيحتاج لسنوات، إضافةً لتكلفته الأكبر، ويرى هؤلاء بأن الحل الوحيد حالياً هو تلافي التوتر القائم بين الغرب وروسيا، والتفاهم على صيغة مرضية للجميع، ريثما يتوصل الاتحاد الأوروبي لحلول بديلة مستدامة عن الغاز الروسي وفق رأيهم.
يُشار إلى أن عدداً من التقارير الاقتصادية الغربية كانت قد قالت بأن الاقتصاد الأوروبي سيكافح دون الغاز الطبيعي الروسي، على الرغم من أنّ التأثير قد يختلف بحسب الدول، حيث تختلف تقديرات الاقتصاديين كثيراً عن النمو الضائع للاقتصاد الأوروبي ككل، لكن هؤلاء خلصوا إلى القول بأن قطع الطاقة الكلي، أي الغاز والنفط، من شأنه أن يدفع أوروبا إلى الركود.