لندن (رياليست – عربي): تعيش بريطانيا موجة من الإضرابات تعتبر من بين الأكبر في تاريخ البلاد، بعد أن اختارت قطاعات حكومية عديدة اللجوء إلى الإضراب للمطالبة بزيادة الأجور، في ظل ارتفاع نسبة التضخم إلى مستويات قياسية وحديث الحكومة عن زيادة وشيكة في الضرائب.
ولأول مرة في تاريخ بريطانيا، تخوض نقابات التمريض -التي تمثل حوالي 300 ألف ممرض وممرضة- إضرابا يمتد لأيام، ويأتي بالتزامن مع أعياد الميلاد وفصل الشتاء، حيث يكون الطلب على الخدمات الطبية على أشده، مما دفع الحكومة البريطانية لوضع خطة طوارئ وطلب مساعدة الجيش في أسوأ الأحوال.
لا يكاد يمر أسبوع في المملكة المتحدة دون أن ينضم قطاع حكومي أو اقتصادي جديد لموجة الإضرابات، إلا أن أهمها يبقى إضراب الممرضين والممرضات، وكذلك إضراب الموظفين المدنيين البالغ عددهم 100 ألف موظف، وهؤلاء يعتبرون عصب الوزرات والمؤسسات الحكومية في عموم البلاد.
وصوتت نقابات الممرضين والممرضات على إضراب هو الأول من نوعه منذ تأسيس هذه النقابات قبل 106 سنوات، وذلك بعد رفض الحكومة التفاوض معهم حول زيادة أجورهم بنسبة 4% أو 5%، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى اضطراب حقيقي في عمل القطاع الصحي البريطاني مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد.
ومن التصريحات المثيرة التي تعبر عن الوضع الصعب الذي يمر به العاملون في قطاع التمريض، حديث المدير التنفيذي لهيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) عن كون القطاع يعرف موجة استقالات في صفوف الممرضين والمساعدين الطبيين، “وهناك عبارتان لازمتان لتبرير الاستقالة وهما: أمازون ومتاجر ألدي (ALDI)، حيث بات يفضل هؤلاء العمل مع هذه الشركات على البقاء في القطاع الصحي”.
ويطالب هؤلاء بزيادة بنسبة 10% في الأجور، مع وعد حكومي بعدم تعديل شروط تسريح الموظفين الحكوميين، خصوصا مع الحديث عن خطة حكومية لتقليص النفقات الحكومية وعدد العاملين في المؤسسات العمومية.
وكشفت صحيفة “غارديان” أن الحكومة البريطانية قد وضعت مخططا للطوارئ للتعامل مع إضراب الممرضين والممرضات، تتضمن استدعاء عناصر من الجيش من أجل التعامل مع خطوط الاتصال بالطوارئ خصوصا خلال فترة أعياد الميلاد، إضافة إلى سياقة سيارات الإسعاف والاستعانة بالصليب الأحمر البريطاني واستدعاء رجال المطافئ أيضا