واشنطن – (رياليست عربي): تثير القمة الأولى التي تنعقد خلال ساعات بالفيديو عبر الإنترنت بين الرئيسين الأميركي جوزيف بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ مزيجاً من الآمال والمخاوف بشأن ما يمكن أن تحققه بعد أشهر طويلة من الأجواء المشحونة بالمواجهة والتنافس والتحذير، طبقاً لموقع “الإندبندنت عربية“.
فهي بالنسبة لبعض المراقبين في البلدين وحول العالم، تمثل نقطة انعطاف محتملة وفرصة لتغيير العلاقات بين البلدين نحو التعاون والمشاركة، لكنها بالنسبة للبعض الآخر، ولا سيما المتشككين في الولايات المتحدة، تمثل وسيلة لخداع بايدن في جولة أخرى من الحوارات الثنائية التي لا تسفر إلا عن وعود فارغة تمنح الصين مزيداً من الوقت لتصبح أكثر قوة، فهل سيكون هناك حل سريع للقضايا الحرجة أم يجب أن تكون التوقعات متواضعة في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم؟
موعد القمة (7.45) بتوقيت واشنطن، وهي القمة الثالثة التي يتحدث فيها بايدن وشي مباشرةً أمام العالم، بمجرد الإعلان عن القمة وتحديد موعدها هو نجاح، في ظل الخلافات الكثيرة التي تعصف بين الجانبين، وبالأخص أصل وباء كورونا وحقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينجيانغ والتوترات بشأن تايوان، فضلاً عن الخلافات الاقتصادية الكبيرة.
ومع تصاعد الخلافات بين أميركا والصين، أيقن الطرفان أنه لا بد من الجلوس وجهاً لوجه لحل الخلافات التي قد لا تحدث نتائج مرضية لكنها على الأقل تخفف من حدة الكوارث الناجمة عن الصراع الخفي والمعلن في آنٍ معاً، ومثلما تبدو القمة مهمة لبايدن لإظهار أن خطته نجحت في مواجهة الصين والحد من نفوذها بما يساعده على تحسين شعبيته الداخلية المنهارة في الولايات المتحدة، تبدو القمة مهمة أيضاً للرئيس الصيني، الذي يدخل عاماً سياسياً مهماً يسعى فيه للفوز بفترة ولاية ثالثة في المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب بعدما حصل على ترقية تضعه في مصاف الزعيمين السابقين ماو تسي تونغ ودينغ شياو بينغ، ولهذا من المهم له ترسيخ زعامته عبر إدارة الاضطرابات الدولية بشكل حكيم، وعلى رأسها العلاقة مع الولايات المتحدة.
ومن الناحية الاقتصادية، وبما يتعلق بحالة الأسواق، فإن أي إشارات على تحسن العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين يحتمل أن تدعم معنويات المستثمرين، لكن التأثير يمكن أن يكون محدوداً نظراً للمخاوف الأوسع نطاقاً بشأن ارتفاع التضخم عالمياً.