بروكسل – (رياليست عربي): لا تزال أزمة الطاقة تعصف بالقارة العجوز بسبب نقص الإمدادات وخاصةً الغاز الروسي؛ وأعلنت الجزائر على لسان وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، أنها بصدد طرح جميع الحلول الطاقوية على شركاءها، لا سيما في أوروبا من أجل توفير الطاقة بمختلف أنواعها في السوق الأوروبية.
ويمكن للجزائر معتمدة على موقعها الجغرافي المتميز والقريب من أوروبا، تصدير 10 مليار متر مكعب إضافية من الغاز إلى أوروبا ويمكن أيضًا أن تصدر الكهرباء ولدى الجزائر 159 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز تمثل حوالي 2٪ من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.
وعلى صعيد الطاقة النظيفة، دعت الوزيرة الجزائرية للبيئة والطاقات المتجددة، سامية موالفي، في أواخر نوفمبر الماضي، إلى التجسيد الفعلي لربط الشبكة الكهربائية لجميع الدول المتوسطية ما يسمح بفتح سوق متوسطي للطاقة، مشيرة إلى القدرة “الهامة والهائلة” في الطاقة المتجددة، لا سيما الشمسية.
تسعى الجزائر لإحياء عدة مشاريع مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، وخاصةً الغاز الطبيعي للمساعدة في التخفيف من الاعتماد على الغاز الروسي وهي تعتبر ثاني أكبر ممون للغاز إلى أوروبا بعد روسيا وتزودها بالغاز عبر ثلاث أنابيب اثنين منهما عبر إسبانيا وأنبوب آخر يمول إيطاليا.
وتتعامل الدولة الجزائرية بمبدأ الاستفادة من العملية الروسية في أوكرانيا، حيث تسعى بكل قوة لاستغلال قدراتها الفائضة في مجال إنتاج الكهرباء من أجل تصدير الطاقة، خاصةً إلى دول أوروبا، ويمكن للفائض منه أن يصدر إلى إيطاليا عبر كابل بحري، ضمن استراتيجية التعامل مع الاتحاد الأوروبي في مجال توسيع الشراكات خارج الغاز الطبيعي.
وتعتمد الجزائر على تنويع مصادر الطاقة، لا سيما المتجددة، وعلى رأسها إنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة طرح يومية تبلغ 10 آلاف ميغاواط في السوق الإقليمية معتمدة على موقعها الجغرافي المتميز والقريب من أوروبا.
خطوات على الأرض
تدرس الجزائر بصفة جدية مشروع الربط الكهربائي مع أوروبا في طرح سيجعل من البلد الإفريقي قطبًا طاقوياً؛ كما شرعت في تنفيذ خطة لتطوير الكهرباء من المصادر المتجددة، تتضمن إنتاج 15 ألف ميغاواط في غضون 2035، وعبر مشروعها الحيوي “سولار 1000 ميغاواط”.
تستحوذ الجزائر على إمكانيات طبيعية تجعل منها مستقبل الطاقات المتجددة؛ فالصحراء الجزائرية من أكثر المناطق استقبالاً لأشعة الشمس في العالم، وتنتج الكهرباء بطاقة إنتاجية تفوق 25 ألف ميغاواط، تستهلك منها 17 ألف ميغاواط بأوقات الذروة؛ مع تشميس يمكن أن يبلغ 3900 ساعة سنويًا بالصحراء الجزائرية الكبرى.
تحولت الجزائر إلى قبلة للأوروبيين من أجل تجسيد شراكات استراتيجية طويلة الأمد بمجالات الطاقات المتجددة مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتسيير النفايات.
خاص وكالة رياليست.