موسكو – (رياليست عربي): يعمل خبراء بريكس الآن على تعميق العلاقات بين الاقتصادات والأسواق المالية للدول الأعضاء في المجموعة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، بهدف إنشاء عملتها الموحدة، حيث أن التقديم المحتمل لعملة واحدة لمجموعة بريكس هو عمل متوسط الأجل وربما مهمة طويلة الأجل.
إن “قضية عملة بريكس الموحدة هي ذات طبيعة متوسطة الأجل وحتى طويلة الأجل”، “في الوقت الحالي يتم العمل على توسيع استخدام عملات البريكس الوطنية في التجارة المتبادلة، لدى بريكس اتفاقية مقابلة، يتم العمل على تنفيذها عملياً بحيث تعتمد التجارة بين دول البريكس فيما بينها بشكل متزايد على العملات الوطنية”.
بالإضافة إلى ذلك، إن قضايا العملة تتم مناقشتها الآن كجزء من التوجيه المالي لعمل البريكس، حيث أن “المتغيرات المتعلقة بالتجارة المتبادلة قيد النظر، وكذلك القضايا المتعلقة بالعملات”.
بالتالي، إن زيادة استخدام الدول الأعضاء في البريكس لعملاتها الوطنية في التجارة والاستثمار المتبادلين يجب أن تسبق إنشاء عملة بريكس الموحدة، كما يجب أن تستخدم دول البريكس العملات الوطنية بشكل متزايد ليس فقط في التجارة ولكن أيضاً في الاستثمارات والمعاملات الأخرى، بهذه الطريقة فقط يمكن إنشاء الأساس لعملة بريكس الموحدة.
الموقف السلبي تجاه الدولار
تعتبر دول البريكس العمل على إنشاء عملة احتياطية لأغراض تجارية بمثابة “إزالة الدولرة”، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور وحدة دفع بديلة للدولار الأمريكي، وهي إحدى الخطوات الأولى نحو تقليل الاعتماد على العملة الأمريكية، كما ينبغي إجراء مزيد من المناقشات من قبل الدول الأعضاء في البريكس حول إنشاء عملة موحدة في قمة المجموعة، التي ستعقد في جنوب إفريقيا في أغسطس 2023، حيث من المتوقع أن تستند العملة الموحدة المقترحة لمجموعة بريكس على سلة من العملات لجميع الدول الأعضاء في هذه المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد حالياً موقف سلبي تجاه الدولار الأمريكي من معظم الدول، بما في ذلك دول البريكس والدول الأفريقية، لكن ومع ذلك، لا يزال الدولار الأمريكي قويًا مقارنة بالعملات الأخرى، أحد أسباب ذلك هو زيادة الطلب على الدولار من المستثمرين الدوليين الذين يسعون إلى عوائد أعلى، فضلاً عن أن الدولار هي العملة الاحتياطية في العالم حالياً.
كما أن الدولار الأمريكي يسيطر على التجارة العالمية وتدفقات رأس المال لعقود عديدة لأن الولايات المتحدة كانت القوة الاقتصادية الرائدة منذ الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك، لم تكن هيمنة الدولار الأمريكي عالمية على الإطلاق، خاصة بين البلدان النامية، حيث زاد حجم التجارة باستخدام الروبل واليوان بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتسير دول أخرى على نفس المسار، أقوى الاقتصادات في أمريكا الجنوبية – البرازيل والأرجنتين، تناقشان خيار إنشاء عملة مشتركة، وكذلك المملكة العربية السعودية توسع بشكل تدريجي تجارة النفط بعملات غير الدولار الأمريكي.
بالنتيجة، لا يزال من السابق لأوانه تحديد مدى اختلاف السياسة المالية للبنك الوطني لمجموعة البريكس لكن من الآمن القول في حالة بنك بريكس، فإن أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم توفر موارد مقترضة، وسيتم تنفيذ المعاملات في إطار التعاون المتنامي بين بلدان الجنوب، حيث أن البلدان النامية: نقطة أخرى مهمة هي حقيقة أن بنك التنمية الوطني يركز على المنفعة المتبادلة في إطار التعاون بين بلدان الجنوب دون أي شروط سياسية.