أنقرة – (رياليست عربي): كشفت مصادر سياسية كردية رفيعة المستوى، عن قيام أجهزة أمنية واستخباراتية تركية، بدعم وتحريك عناصر وتشكيلات بتنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا)، ومليشيات سوريّة موالية لأنقرة، للهجوم على سجون بشمال سوريا في مناطق يسيطر على ما يعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية – قسد” الكردية ، لتحرير عناصر وقيادات “داعشية” متحفظ عليهم في تلك السجون.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة، أن هناك قيادات محسوبة على التنظيم في سجون كردية، بمثابة “صندوق أسود” يملكون بيانات ومعلومات استراتيجية وفاصلة حول التواجد التركي والتدخل من جانب أنقرة في الداخل السوري خلال السنوات الماضية، وهي عناصر في نفس الوقت، سيكون لها قدرة على إعادة صفوف تنظيمات متطرفة سورية موالية لتركيا، حيث ترغب أنقرة في إعادة إحياء هذه التنظيمات في مناطق فقدت تركيا السيطرة عليها بشمال سوريا، لذلك كثف الهجوم على تلك السجون في الفترة الأخيرة من جانب خلايا “داعش”.
وبحسب تقارير، قتل 123 شخصاً خلال الاشتباكات المستمرة لليوم الرابع على التوالي بين مقاتلين من تنظيم “داعش” والقوات الكردية على أثر هجوم للجهاديين على سجن في شمال شرق سوريا، من بينهم 77 من تنظيم “داعش” و39 من “الأسايش” وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد وسبعة مدنيين.
ولفتت تقارير، أن الهجوم الذي يشنه تنظيم “داعش” على سجن غويران، هو “الأكبر والأعنف” منذ إعلان القضاء على خلافة التنظيم في مارس/ آذار 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، ويضم السجن ما لا يقل عن 3500 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش، وذلك في الوقت الذي تنتشر فيه “قوات سوريا الديمقراطية” بكثافة في الأحياء المحيطة بالسجن، وتنفذ عمليات تمشيط، وتستخدم مكبرات الصوت لدعوة المدنيين إلى مغادرة المنطقة.
ومنذ إعلان إسقاط خلافته في مارس/ آذار 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، يشن تنظيم “داعش” بين الحين والآخر هجمات ضد أهداف حكومية وكردية في منطقة البادية المترامية الأطراف، الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور عند الحدود مع العراق، وهي المنطقة التي انكفأ إليها مقاتلو التنظيم، لكن هجومه الأخير على السجن، يعد الأكبر منذ دحره، ويمثل مرحلة جديدة في عودة ظهور التنظيم مرة أخرى.
خاص وكالة رياليست.