أنقرة – (رياليست عربي): ذكر اثنان من القادة الميدانيين أن أوامر صدرت إلى قادة وحدات الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا باتخاذ موقف هجومي مع تصعيد الجيش التركي القصف بقذائف المورتر وضربات الطائرات المسيرة في الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
ونفذت أنقرة ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على عدة كيلومترات من الأراضي في عمليات استهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتقول أنقرة التي كشفت مصادر مخابرات إقليمية أن لديها ما لا يقل عن 18 ألف جندي داخل سوريا، وإن وحدات حماية الشعب الكردية على صلة بتمرد على الأراضي التركية.
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على طول حدودها الجنوبية لإقامة مناطق أمنية بعمق 30 كيلومترا لمكافحة ما وصفه بتهديدات إرهابية من هذه المناطق.
وقال مصدر في قوات المعارضة السورية إن الهدفين الرئيسيين للهجوم هما تل رفعت وهي بلدة شهدت تشريد آلاف العرب عين العرب وهي مدينة ذات أغلبية كردية، سيتيح الاستيلاء عليها لتركيا ربط بلدتي جرابلس وتل أبيض التي تسيطر عليهما الآن.
وقالت مصادر معارضة إن تركيا فككت الأسبوع الماضي أجزاء من جدار خرساني قرب عين العرب كانت أنقرة قد شيدته على طول الحدود، التي تصل إلى 911 كيلومترا مع سوريا في خطوة للدفع بالقوات إلى البلدة الحدودية.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة وفي وقت سابق على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس عن “قلق بالغ” إزاء إعلان أردوغان أنّ بلاده ستشنّ قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع جارتها الجنوبية.
وقال: “ندين أيّ تصعيد، ونؤيّد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة”.
بدوره، أكد الرئيس التركي أن أنقرة لا تنتظر “إذناً” من الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا.
وأضاف: “لا يمكن محاربة الإرهاب عبر أخذ إذن من أحد و”إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا”.
من المتوقع أن يتمهل أردوغان في قرار البدء بالعملية لحين سحب موافقة من واشنطن التي تعارض العملية بذريعة تهديد وجود القوات الأمريكية في الشمال، والتأثير على مكافحة تنظيم داعش في شرق البلاد، وهي ادعاءات واهية”.