جنيف – (رياليست عربي): المؤشرات القادمة من اجتماع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في جنيف الذي انتهى يوم الإثنين، تؤكد بأنه لا يوجد أي فرصة أو حتى نية لدى البلدين، للخوض في مواجهة عسكرية، أو نزاع مسلح، لا كُرمى لأوكرانيا ولا لسواها.
نائب وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، قالت إن الوفدين اتفقا على عدم السماح بنشوب حرب نووية، لأن أي حرب مرتقبة بين موسكو وواشنطن تعني حرب نووية بالضرورة، فحديث شيرمان يعني عدم وجود مواجهة عسكرية أبداً.
وأضافت شيرمان، عقب انتهاء المباحثات الروسية الأميركية يوم الإثنين: “الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على أن الحرب النووية لا يمكن الفوز بها ولا يجب أبداً إطلاق العنان لها”.
المسؤولة الأميركية، قالت إن بلادها رفضت مقترحات تقدم بها الجانب الروسي بخصوص الأمن في أوروبا، وأكدت أن واشنطن لن تتخلى أبداً عن تعاونها مع الدول الراغبة في العمل معها، وأضافت: “واشنطن لن تسمح لأحد بأن يغلق باب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي – الناتو في وجه أي دولة”.
وبما يخص المحادثات التي أجرتها مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، حول المقترحات الأمنية في أوروبا، قالت شيرمان: “أجرينا مناقشة صريحة ومباشرة على مدى 8 ساعات تقريبا في البعثة الأميركية في جنيف، وعرضنا اللقاء مجدداً قريباً لمناقشة الملفات الثنائية بمزيد من التفاصيل”.
وكشفت أن موسكو وواشنطن، تنويان الاستمرار بمناقشة الضمانات الأمنية نهاية الأسبوع الجاري، بعد عقد مشاروات بين أميركا والشركان في أوروبا، وأضافت: “سنجري مناقشات مع حلفائنا وشركائنا في الأيام المقبلة، وفي نهاية الأسبوع، حكومتا الولايات المتحدة وروسيا ستناقشان المضي قُدماً”.
وسبق أن قال ريابكوف، إن المحادثات مع الولايات المتحدة، كانت صعبة وطويلة وعميقة ومهنية للغاية، وأضاف أن موسكو تلّقت انطباعاً بأن أميركا أخذت المقترحات الروسية على محمل الجد.
وتشترط روسيا في قائمة الضمانات الأمنية التي قدمتها للولايات المتحدة، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الفائت، عدم توسع الناتو شرقاً، كذلك عدم السماح لأوكرانيا أو أي من دول الاتحاد السوفيتي السابق الانضمام إلى حلف الناتو، وهو أمر لا يبدو أنه يلقى قبولاً أميركياً.
ويرى مراقبون أن كل من الولايات المتحدة وروسيا لابد أن يقدما تنازلات للتوصل إلى تفاهمات من شأنها وضع حد للخلافات فيما بينهما، وفي الوقت ذاته لا يبدو أن واشنطن التي أشعلت جبهة كازاخستان ستترك روسيا بحال سبيلها دون المزيد من الضغوط.