بكين – ( رياليست عربي): منذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من أجل مواجهة ما أسمته موسكو بتهديد حلف الناتو لأمنها القومي، والتقارير تتحدث عن وقوع سيناريو قد يكون مشابهاً للسيناريو الأوكراني.
فقد عمدت وسائل الإعلام الغربية على إضافة توقعاتها حيال نشوب أزمات دولية أخرى، كان عنوانها الكبير هو الصين، حيث روجت تلك الوسائل لفكرة مفادها بأن بكُين قد تعمد لاستغلال الظروف الدولية الحالية وانشغال العالم بأوكرانيا، من أجل الانقضاض على تايوان وفق تعبيرها.
وما عزز هذه الفكرة كانت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن التي أغضبت الصين الأسبوع الماضي عندما بدا وكأنه يشير إلى تغيير في سياسة “الغموض الاستراتيجي” الأمريكية بشأن تايوان بقوله إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا هاجمت الصين الجزيرة.
وفي خطوة ترمي إلى الرد على تصريحات الرئيس الأمريكي حول قضية تايوان، كشفت قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني ، أنها أجرت “دورية استعداد” قتالي حول الجزيرة المتاخمة لها في الأيام الماضية، وسط تصاعد التوتر بشأن البلد الذي تعتبره بكين جزءا من أراضيها. يأتي ذلك عقب أيام قليلة من إعلان تايوان أنها أبلغت عن أكبر توغل للقوات الجوية الصينية منذ يناير/كانون الثاني في منطقة الدفاع الجوي التابعة لها.
وقد كشف بكين أن جيشها نفذ “دورية استعداد” قتالي في البحار والمجال الجوي حول جزيرة تايوان في الأيام الماضية، مشيرة إلى أن ذلك كان إجراء ضروريا للرد على ما وصفته بـ “التواطؤ” بين واشنطن وتايبه.
يُذكر أن تايوان اشتكت مراراً من مثل هذه الخطوات الصينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لها. ولم يتم إطلاق أي طلقات كما لم تحلق الطائرات الصينية في المجال الجوي لتايوان، وإنما في منطقة تحديد الدفاع الجوي الخاصة بها، وهي منطقة أوسع تراقبها تايوان وتقوم بدوريات فيها بهدف منحها مزيدا من الوقت للرد على أي تهديدات.
وتقول تايوان إن شعبها فقط هو صاحب الحق في تقرير مستقبل الجزيرة، رافضة مطالبات الصين بالسيادة. وتقول حكومة تايوان إنها تريد السلام، لكنها ستدافع عن نفسها إذا لزم الأمر.