كييف – (رياليست عربي): تتجه الأنظار نحو تطور محتمل في الملف الإنساني بين روسيا وأوكرانيا، حيث أعلن كيريل بودانوف، رئيس إدارة الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكراني، عن توقعات بحدوث عملية تبادل أسرى ضخمة وفق صيغة “1000 مقابل 1000” خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف بودانوف، الذي يدرجه الاتحاد الروسي على قوائم الإرهابيين والمتطرفين، في تصريح لصحيفة TSN الأوكرانية أن العملية ستتم وفق مبدأ التبادل بالمثل، حيث سيتم إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى من كلا الجانبين.
من جانبها، بدأت أوكرانيا التحضيرات العملية لهذه العملية، حيث أفاد جهاز الأمن الأوكراني عبر قناته على تيليجرام بأن “المركز المشترك لتنسيق البحث عن السجناء وإطلاق سراحهم” التابع للجهاز قد شرع في الأنشطة التحضيرية اللازمة لتنفيذ التبادل وفق الصيغة المتفق عليها. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من المحادثات التي جرت بين الجانبين في إسطنبول يوم 16 مايو/أيار، والتي أسفرت عن اتفاق مبدئي حول هذه الصيغة الإنسانية.
وشهدت مفاوضات إسطنبول، التي شارك فيها وفدان رفيعا المستوى من كلا البلدين، مناقشات موسعة حول آلية التبادل وآفاق وقف إطلاق النار المحتمل في المستقبل. وأعرب فلاديمير ميدينسكي، المساعد الرئاسي الروسي ورئيس الوفد المفاوض، عن ارتياح بلاده لنتائج الاجتماع، مشيراً إلى أن المحادثات سارت في اتجاه إيجابي. إلا أن الجانبين لم يحددا بعد موعداً نهائياً لتنفيذ عملية التبادل، مما يترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من التنسيق في الأيام القليلة المقبلة.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه جبهات القتال تصاعداً في الاشتباكات، مما يضفي على العملية المقبلة أهمية إنسانية وسياسية بالغة. فإذا ما تم تنفيذها بنجاح، ستكون واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى في النزاعات الحديثة، وستشكل بارقة أمل لعائلات المئات من الأسرى الذين ينتظرون اللحظة التي يعود فيها أحباؤهم إلى ديارهم. كما قد تمهد هذه الخطوة الإنسانية الطريق لمزيد من الحوار بين الجانبين حول ملفات أخرى عالقة، رغم استمرار التحديات السياسية والعسكرية الكبيرة التي تعترض طريق أي تسوية شاملة للنزاع.