موسكو – (رياليست عربي): كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) عن إحباط عملية تخريبية تستهدف حرق سكك حديدية في إقليم بريمورسكي، وذلك في إطار جهود مكافحة الأعمال التخريبية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية في روسيا.
ووفقاً للبيان الرسمي، تم القبض على مجموعة من الأفراد أثناء محاولتهم إشعال النار في جزء حيوي من السكك الحديدية، مما قد يؤدي إلى تعطيل حركة النقل وتسبب في أضرار اقتصادية كبيرة. تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه روسيا توترات أمنية متزايدة، خاصة في المناطق الحدودية القريبة من مناطق النزاع.
بدأت القصة عندما تلقى FSB معلومات استخباراتية حول نشاط مشبوه بالقرب من خطوط السكك الحديدية في إقليم بريمورسكي. قامت الوحدات الأمنية بنشر عناصرها في المنطقة، حيث لاحظت تحركات مجموعة من الأشخاص يحملون مواد قابلة للاشتعال بالقرب من البنية التحتية الحيوية، بعد مراقبة دقيقة، تمكنت القوات من اعتقال المشتبه بهم قبل تنفيذ العملية، حيث وجدت بحوزتهم عبوات حارقة وأدوات تستخدم عادة في أعمال التخريب، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الأفراد المعتقلين كانوا على صلة بجهات أجنبية، رغم عدم الكشف عن هوية هذه الجهات بشكل رسمي في هذه المرحلة.
العمليات التخريبية ضد البنية التحتية ليست جديدة في روسيا، خاصة بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة، فقد شهدت عدة مناطق روسية، بما في ذلك مناطق حدودية مثل بريمورسكي، محاولات متكررة لاستهداف خطوط النقل والاتصالات والمرافق الحيوية الأخرى، وتعتبر السكك الحديدية هدفاً استراتيجياً نظراً لدورها الحيوي في نقل البضائع والمواد العسكرية، خاصة في المناطق البعيدة حيث تعتمد الاقتصادات المحلية بشكل كبير على القطارات، يذكر أن إقليم بريمورسكي يعد منطقة حيوية لوجستياً بسبب قربه من الحدود مع الصين وكوريا الشمالية، مما يجعله نقطة مهمة للتجارة والنقل العسكري.
ردود الفعل على هذه الحادثة كانت سريعة، حيث أدان مسؤولون روس الحادث ووصفوه بأنه “عمل إرهابي”، وأكد FSB أن مثل هذه المحاولات التخريبية لن تثني الأجهزة الأمنية عن مواصلة جهودها في حماية البنية التحتية الوطنية، كما حذرت من أن أي محاولات لزعزعة الاستقرار في روسيا ستواجه برد قوي، سواء من خلال القبض على المنفذين أو تعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحيوية. من جهة أخرى، لم تعلق أي جهة أجنبية على الحادث بشكل رسمي، رغم أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن مثل هذه العمليات قد تكون مرتبطة بجهات تسعى إلى زعزعة الأمن الروسي في سياق الأزمات الدولية الحالية.
التداعيات الأمنية لهذا الحادث قد تكون كبيرة، حيث من المتوقع أن تزيد السلطات الروسية من إجراءات المراقبة حول المنشآت الحيوية، خاصة في المناطق الحدودية، كما أن هذه الحادثة قد تؤثر على العلاقات بين روسيا وبعض الدول، خاصة إذا ثبت تورط جهات أجنبية في العملية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعرض البنية التحتية الحيوية لمثل هذه الهجمات يثير مخاوف بشأن استقرار المناطق الروسية البعيدة، والتي تعتمد بشكل كبير على شبكات النقل والاتصالات، ومن الناحية الاقتصادية، فإن أي تعطيل لخطوط السكك الحديدية يمكن أن يؤثر سلباً على حركة البضائع، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتعطيل سلاسل التوريد في المنطقة.