طرابلس – (رياليست عربي): قال مصدر عسكري ليبي بأن إحدى الدوريات الصحراوية رصدت تحركات مشبوهة في أحد الجبال جنوب مدينة القطرون الصحراوية في الجنوب الليبي.
واضاف المصدر بأن عمليات البحث المستمر للدوريات الصحراوية ولفرق الاستطلاع اكتشفت آثار لحركة آليات، وبعد أن تم متابعتها بدقة جنوب مدينة القطرون توصلت الدوربات العسكرية إلى مواقع تتخذها مجموعة من تنظيم “داعش” (المحظور في روسيا)، مقار لها.
وأوضح المصدر في تصريح لـ “رياليست“بأن الدوريات سيطرت على إحدى الآليات المزودة بسلاح رشاش وذخائر، ثم باشرت قوة الدوريات بمحاصرة منطقة الموقع والذي يقع بجبل يطلق عليه جبل “عصيدة” جنوب القطرون بحوالي 80 كم .
وأشار المصدر إلى أن القوة اشتبكت مع أفراد المجموعة الإرهابية المتمركزة بالجبل وتمكنت من قتل 10 عناصر من الإرهابيين، كما تم جرح عدد آخر منهم، بينما فقد الجيش 4 من عناصره في هذه العملية.
وبحسب المصدر فإن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية دعمت قوة الدوريات بوحدات قتالية من لواء خالد بن الوليد، مع إسناد جوي، مضيفاً بأن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة حتى مساء الخميس .
وبحسب المصدر فإن هذه المجموعة التي يداهمها الجيش الليبي جنوب القطرون هي عناصر تابعة للقيادي الإرهابي من تنظيم داعش “معتز أحمدي” المولود في مدينة أجدابيا بشرق ليبيا، وهو مطارد من قبل قوات الجيش الليبي منذ عام 2016 وسبق أن رصد في عدة مواقع بالجنوب الليبي من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية حيث كان آخر ظهور له في مرزق.
يذكر أن قوات الجيش الليبي تخوض منذ عدة أيام عمليات عسكرية واسعة بالجنوب الليبي بهدف القضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية وكذلك مجموعات الجريمة المنظمة التي تستغل الصحراء في الحدود الجنوبية الليبية الممتدة لحوالي 2000 كيلو متر في صحراء الجنوب الليبي من الحدود الجنوبية الغربية المتاخمة للجزائر مروراً بالنيجر وتشاد وحتى الحدود السودانية في الجنوب الشرقي.
ووفق مراقبين عسكريين فإن هذه العمليات اكتست طابع السرية التامة، وهي مستمرة منذ عدة شهور، واستطاعت قوات الجيش أن تغطي عليها بعدة عمليات منها مطاردة المهربين، وأيضا حماية الحدود الجنوبية، بينما كانت العمليات تستهدف رصد مجموعة “أحمدي” بالذات لأنها تشكل أكبر المجموعات الإرهابية التي لا تزال تعمل بالقرب من مدن الجنوب الغربي الليبي.
وأشار المراقبون بأن هذه العملية تستهدف آخر المجموعات المنظمة الإرهابية في الجنوب الليبي، وبالقضاء عليها سيتم إعلان مناطق الجنوب الغربي الليبي مناطق خالية من الإرهاب.
ووفق المراقبين فإن تركيز الجيش على مناطق جنوب غرب ليبيا يسعى لتأمين الحدود المتاخمة لدول النيجر ومالي والجزائر والتي تعتبر نقطة عبور للمهربين والإرهابين إلى حدود ليبيا الجنوبية، وهي المنطقة الرخوة في ليبيا حالياً.
تجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش الليبي أطلقت عملية عسكرية واسعة منذ شهور بعد شكاوي من قبل الأهالي من وجود مليشيات محلية وأخرى عابرة للحدود مدعومة بعناصر إرهابية تسببت في تردي الأوضاع وانعدام الخدمات، وتواصل الأزمات، وعلى رأسها أزمة الوقود والغاز وانهيار البنية التحتية.
كما يعيش سكان المنطقة الجنوبية حالة من القلق الأمني المستمر، ففي بداية ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، أحبط الجيش محاولة تلك الميليشيا اقتحام مقر الاستخبارات العسكرية والمواقع والتمركزات الأخرى التابعة للجيش، من أجل طردهم منها والسيطرة عليها، واستخدمت في الاشتباكات التي هزت أرجاء مدينة سبها وامتدت لعدة ساعات، أسلحة ثقيلة.
خاص وكالة رياليست.