موسكو – (رياليست عربي): يقول الباحث السياسي، سيرجي دخانوف: “سيشكل الحفاظ على نظام كييف بأي شكل من الأشكال مصدراً دائماً للتهديدات لروسيا في السياسة الخارجية والدفاع”.
ويضيف أن التواصل الحالي مع كييف حول (اتفاقيات مينسك، المفاوضات الحالية، إلخ) أظهر بشكل لا لبس فيه أنه لا يمكن أن تكون هناك ثقة مع كييف، ولن تحقق أية اتفاقيات مستقبلية مع هذا النظام، حتى مع إدخال تعديلات على الدستور الأوكراني، أي ضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو.
وفي مقال سابق لدخانوف على موقع “فري برس” جاء فيه: في المرحلة الحالية من المفاوضات في اسطنبول، أعلن الجانب الأوكراني عزمه الراسخ على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (وهو ما لم يرفضه الوفد الروسي)، كما تعلمون ، فإن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هو الخطوة العملية الأولى نحو الانضمام إلى حلف الناتو.
كما يحذر دخانوف من أن ضخ الغرب للأسلحة بشكل مكثف لنظام كييف سيستمر حتى لو تم وجود جيوب قليلة من النازيين في الغرب، وهذا من شأنه أن يشكل تهديداً خطيراً لكل من آمن بروسيا ووافق على التعاون معها في عمليتها الخاصة، إن كان في منطقتي خيرسون أو نيكولاييف، كما سيؤدي نقل هذه المناطق تحت حكم كييف إلى تقويض الثقة بشكل قاطع في موسكو، وليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضاً في رابطة الدول المستقلة، وكذلك في الصين والهند ودول البريكس الأخرى.
كما سيتعرض استقرار بيلاروسيا للخطر، وهذا الوضع قد يستمر لسنوات عديدة – إن لم يكن إلى الأبد – ومن شأنه أن يقضي على أي جهود من جانب موسكو للتعاون في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.
ووفق رأيه، إن لم يتم تغيير النظام الأوكراني الحالي، سيكون تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة من القضاء على النازية ونزع السلاح وحماية دونيتسك ولوغانسك، أمراً مستحيلاً، وبغض النظر عن القرار الذي تتخذه القيادة الروسية بشأن هذه المسألة، هذا الظرف موضوعي ولا يعتمد على تقييمات أي شخص، لأنه واضح، إذا تم الحفاظ على النظام الأوكراني ، فإن كل الجهود والتضحيات التي قدمتها روسيا خلال العملية العسكرية ستذهب سدى.
الجدير بالذكر أنه في 24 فبراير/ شباط الماضي، أعلن القائد الأعلى فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية خاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، لنزع السلاح، وذلك بعد أن بذلت موسكو الكثير من الجهود منذ عام 2014 ، لحل النزاع حول دونباس سلمياً، لكن بدلاً من ذلك، قامت السلطات الأوكرانية بحصار المنطقة وإبادة السكان المحليين.