واشنطن – (رياليست عربي): من الطبيعي الوقوف أمام ما خرج من واشنطن بسبب عقوبات فرضت مجددا على إيران من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ “التبعية”، لما رأته أمريكا بأن طهران ترسل طائرات مسيرة إلى أوكرانيا، مما يهدد الأمن القومي الأمريكي، ليكون التساؤل المباشر، حول مدى وصول الأمن القومي الأمريكي إلى أبعد نقطة جغرافية عن حدود الولايات المتحدة وهي أوكرانيا حتى يتهدد أمن واشنطن هناك.
واعتبر متابعون ما خرج من وزارة التجارة الأمريكية على هامش العقوبات التي ستفرض على شركات إيرانية تصنع طائرات مسيرة، بأنها “أخر نكتة” في ظل حديث واشنطن عن تهديد طهران لأمنها القومي في أوكرانيا التي تبعد عن أمريكا، عشرات الآلاف من الأميال، بالمرور على بحار ومحيطات وجبال ودول وقارات، مما جاء باستغراب عن وجود امن قومي لأمريكا هناك.
وفي هذا السياق، فرض الاتحاد الأوروبي، عقوبات جديدة على النظام الإيراني وشركات طيران ومحركات إيرانية، بسبب قيام “طهران” بتقديم طائرات إلى روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، وذلك على حد قول موقع “مجاهدي خلق” التابع للمعارضة الإيرانية المدعومة بعدة أشكال من أمريكا ودول أوروبية.
وضع الاتحاد الأوروبي في أحدث العقوبات المفروضة على نظام إيران، قطاع تصنيع الطائرات “هسا” في قائمة العقوبات، وفقا للموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي، وتم تنفيذ معاقبة شركة طائرات “هسا” التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، بسبب إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وتشارك شركة إيران لصناعة الطائرات، وهي شركة تابعة لوزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في البحث والتطوير والإنتاج وعمليات الطيران للطائرات بدون طيار لاستخدامها من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وضمت وزارة التجارة الأمريكية، سبع شركات إيرانية إلى قائمتها السوداء الخاصة بالأعمال، لمشاركتها فيما أسمته “الجهود العسكرية الروسية” عبر المساعدة في إنتاج طائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا، وفقا لتقرير صادر عن وزارة التجارة الأمريكية.
وتحججت وزارة التجارة أن الطائرات بدون طيار الإيرانية المصنعة للاستخدام في أوكرانيا يتم نقلها إلى روسيا، وهو نشاط يتعارض مع مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
والشركات الإيرانية التي وضعت في إطار العقوبات الأمريكية، هي شركة تصميم وتصنيع محركات الطائرات، القوة الجو – فضائية للحرس، منظمة الأبحاث وجهاد الاكتفاء الذاتي في الحرس، شركة “اوج برواز ما دو نفر”، شركة “براور بارس”، صناعة القدس للطيران وصناعة “شاهد” للطيران.