تايبيه – (رياليست عربي): ليس من قبيل الصدفة أن يطلق الناس في تايوان على شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات اسم “الجبل المقدس، حامي الأمة”.
تايوان هي أكبر منتج للرقائق الالكترونية الأكثر تقدماً في العالم، ويمكن لحصارها أن يوقف شحنات الرقائق الدقيقة التي تحتاجها الشركات لصنع هواتف وطائرات بدون طيار، وإنشاء أجهزة كمبيوتر عملاقة وشبكات خلوية، وحتى بناء أسلحة جديدة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تحقيق لها إن شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم بشكل كبير تعتمد على الرقائق المتقدمة من شرك تايوان لصناعة أشباه الموصلات Taiwan Semiconductor Manufacturing Company، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في تايوان، مما يحولها إلى أصل إستراتيجي حيوي لكل من واشنطن وبكين، وقد يؤدي اندلاع نزاع عسكري إلى الإضرار بالبنية التحتية الرقمية في العالم.
واعتبرت الصحيفة أن شبكة من التبعيات تساعد في الحفاظ على السلام. إذ أن اعتماد الصين على هذه الشركة وشركات الرقائق التايوانية الأخرى يردع الحزب الشيوعي عن غزو الجزيرة. وقالت إن اعتماد الولايات المتحدة على نفس المعرفة يضفي مصداقية إضافية على دعم واشنطن العسكري لتايوان. فليس من قبيل الصدفة أن يطلق الناس في تايوان على شركة TSMC اسم “الجبل المقدس، حامي الأمة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الاستثمار الوطني الكبير للصين في أشباه الموصلات لكسر الاعتماد على الرقائق العالمية، يبدو أن زعيم البلاد، شي جين بينغ، غير سعيد بالنتائج، على حد زعمها.
أصداء التوترات قرب تايوان
ويمكن أن تسبب التوترات بين الصين وتايوان إلى تعثر الملاحة في مضيق تايوان الحيوي، الذي يعتبر ممر هام لحركة التجارة العالمية، حيث يمر منه ما يقرب من نصف حاويات العالم، ونحو 88 بالمئة من أكبر سفن العالم، بحسب الخضر، الذي أشار إلى تراجع مؤشر تايوان للشحن والنقل بنسبة 3.2 بالمئة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى تايوان الأسبوع الماضي، حيث كان أسوأ المؤشرات أداء بين بقية المؤشرات في منطقة آسيا.
ويمثل التحكم في أشباه الموصلات “الرقائق الإلكترونية” في القرن الحادي والعشرين التحكم في إمدادات النفط، ويمكن للبلد الذي يسيطر على هذا التصنيع أن يخنق القوة العسكرية والاقتصادية للآخرين.
وتمتلك تايوان شركة (TSMC) التي تعد واحدة من أهم مصنعي الرقائق الإلكترونية والمسيطرة على نسبة 56% من أسواق الرقائق الالكترونية العالمية.
وخشية اندلاع صراع في المنطقة يؤثر على حجم صناعة الرقائق الإلكترونية أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعاً لتعزيز الإنتاج المحلي لأشباه الموصلات وسط نقص عالمي في الرقائق الإلكترونية التي تستخدم في منتجات كثيرة من الهواتف الذكية والسيارات وصولًا إلى الأسلحة.
والنص التشريعي الذي سيعود إلى مجلس النواب للمصادقة النهائية يرصد 52 مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، وأكثر من مئة مليار دولار لخمس سنوات للأبحاث والتطوير.
ويعتقد المحللون أن نزاع الرقائق بين الصين والولايات المتحدة لن يؤثر في اقتصادات الصين والولايات المتحدة فحسب، بل لن يكون مفيداً لاستقرار السلسلة الصناعية العالمية أيضاً.
وفقاً لتقديرات وزارة التجارة الأمريكية، في حالة قطع أعمال أشباه الموصلات الأمريكية الصينية تماماً، فستفقد الولايات المتحدة 125000 وظيفة وستخسر ما بين 80 مليار دولار أمريكي و100 مليار دولار أمريكي من الفوائد الاقتصادية.