الخرطوم – (رياليست عربي): هناك اشتباكات بين الجيش وقوات الرد السريع (القوات الخاصة)، حيث يتهم كل طرف الآخر بالهجوم، وهناك أنباء متضاربة حول نجاحات عسكرية للجيش والقوات الخاصة.
واجتاحت الاشتباكات العاصمة وما لا يقل عن 6 من ولايات السودان البالغ عددها 18. وبحسب لجنة الأطباء، فقد بلغ عدد القتلى 833، وأصيب 3329 شخصاً.
بدأت الاشتباكات في 15 أبريل في العاصمة السودانية الخرطوم وبالقرب من قاعدة عسكرية في مروي الواقعة شمال البلاد، وبحسب السفارة الروسية فإن المعارك دارت في منطقة القصر الجمهوري (الرئاسي) والقيادة الرئيسية للجيش والسوق المركزي والمطار والقواعد العسكرية. وانخفضت حدة الاشتباكات في منتصف النهار لكنها استؤنفت بحلول المساء.
بالإضافة إلى ذلك، اندلع قتال في ولايات شمال كردفان والقضارف وكسلا وشمال دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور، كما شن الجيش السوداني غارة جوية على معسكر لقوات الرد السريع في محيط مدينة الخرطوم – أم درمان، حيث أطاحت القوات المسلحة السودانية بوحدات من قوات الرد السريع من هناك، وسيطرت على جميع مقار القوات الخاصة في المدينة، إلى جانب عتاد ومعدات معادية.
من جانبها، أعلنت قوات الرد السريع سيطرتها على القصر الرئاسي والمطارات الدولية والقواعد الجوية ومبنى الأركان العامة ومنشآت عسكرية أخرى في البلاد، لكن الجيش نفى هذه المعلومات.
يراقب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بنفسه أعمال الجيش، ووصف قائد القوات الخاصة، محمد حمدان دقلو، المواجهة مع الجيش بالقوة.
بالنسبة للمخاطر، فقد تم إجلاء الآلاف من المواطنين الأجانب من البلاد. أغلقت إسبانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا سفاراتها في الخرطوم. تعمل العديد من الدول الأخرى على تقليص وجودها الدبلوماسي أو نقل المؤسسات إلى الدول المجاورة.
أيضاً، إن عشرات الآلاف من السودانيين، وفقاً لأحدث البيانات، فروا إلى الدول المجاورة – مصر وتشاد وجنوب السودان، كما أوقفت شركة الطيران السعودية رحلاتها إلى السودان بعد تحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية إيرباص A330 في مطار الخرطوم.
أيضاً، تم إغلاق مطار الخرطوم، بعد أن دمرت طائرة تابعة للأمم المتحدة نتيجة القتال في المطار، لكن رغم ذلك، فتح الجيش السوداني ممرات إنسانية للإجلاء الآمن للمواطنين وإيصال المساعدات اللازمة لمدة ثلاث ساعات.
ردود الأفعال الدولية
وأشارت الخارجية الروسية إلى قلق الجانب الروسي من “الأحداث المأساوية التي تشهدها السودان”، ودعت أطراف النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، كما تأمل سلطات الولايات المتحدة ألا تتخذ الأطراف المتحاربة خطوات تؤدي إلى التصعيد ومواصلة المفاوضات.
جاءت دعوات وقف التصعيد من بريطانيا وإيطاليا وتركيا ومصر ودول أخرى، فضلاً عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاشتباكات في السودان، ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار.
بالنسبة لدولة تشاد، فقد أغلقت الحدود مع السودان، كما علق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة العمل في السودان.
وتصاعد الموقف في وقت سابق هذا الأسبوع بسبب خلافات بين قائد الجيش البرهان، الذي يرأس أيضاً مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو، نائبه في المجلس.
تختلف وجهات نظر الجيش والقوات الخاصة حول الهيكل الأمني المستقبلي ومبادئ تشكيل قوات مسلحة موحدة.