نيويوك – (رياليست عربي): انبرى جهاز المخابرات الأمريكية ووزارة العدل، يوم الخميس الماضي، في كشف تفاصيل اعتقال مواطناً مصرياً بتهمة العمالة لصالح حكومة بلاده ونقل معلومات عن معارضين لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.
واستفاضت السلطات الأمريكية في عريضة الاتهام الموجه للمواطن الأمريكي من أصول مصرية، ويدعى بيير جرجس (39 سنة) ويعيش في مانهاتن، ووفق لائحة الاتهام أنه عمل بين 2014 وأبريل/ نيسان 2019 بناءً على توجيه وسيطرة، عدد من موظفي الحكومة المصرية لخدمة مصالحها في الولايات المتحدة.
وقال ممثلو الادعاء حسب لائحة التهام، إنه بالإضافة إلى مراقبة معارضي الرئيس المصري، فقد استخدم جرجس علاقاته مع سلطات إنفاذ القانون المحلية للحصول على معلومات سرية، ورتب مزايا للمسؤولين المصريين الذين يزورون مانهاتن، ونسق اجتماعات بين سلطات إنفاذ القانون الأمريكية والمصرية.
وأضاف ممثلو الادعاء في أمريكا، أن من بين أنشطة المواطن مصري الأصل محاولة مزعومة في مارس/آذار 2019 لمساعدة مسؤولين مصريين زائرين على حضور تدريبات للشرطة في مانهاتن مخصصة فقط لرجال إنفاذ القانون.
عند التوقف أمام لائحة الاتهام تشعرك بأن الاستخبارات الأمريكية نجحت اصطياد ثعلب تجسس قادر على خرق الحصون المنيعة للحصول على معلومات غاية في الخطورة.. لكن مع التفاصيل غير المعلنة لاعتقال الجاسوس المزعوم يتضح مدى سذاجة الجهاز الأمريكي واعتماده على معلومات مضللة نشرحها في السطور التالية:
البداية، أن المتهم بالتجسس والعمالة بيير جرجس، مجرد مواطن مصري يعتنق الديانة المسيحية حلم بالهجرة إلى الولايات المتحدة كغيره من أبناء جيله، ولا يمتلك أي مؤهلات للعمل الاستخباراتي، وكل دوره تمحور في المشاركة مع الجالية المصرية هناك، في التظاهرات ضد جماعة الإخوان “الإرهابية”، كداعم لثورة 30 يونيو التي أنهت حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وجاءت مشاركته وفق تأكيدات معارفه، بعدما شاهد مظاهر الخراب والإرهاب التي عمت بلاده، وخشيته على أبناء عائلته من جرائم الجماعة الإرهابية.
مع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى حكم مصر عقب عزل مرسي، كان جرجس دائم الحرص على المشاركة في فاعليات الترحيب بحضور رئيس بلاده للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويوك، ولم يتخطى نشاطه السياسي أكثر من تلك الخطوات، والرسائل المسربة التي تحدثت عن لائحة الاتهام والعمالية تمت مع مسؤولين في السفارة بهدف المشاركة في تلك الفعاليات لمجابهة تظاهرات عناصر الإخوان ضد الوفد المصري.
منذ ذلك الوقت، بات بيير جرجس، هدفاً لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية الحاصلين على الجنسية الأمريكية، وقام بالإبلاغ عنه لتلفيق تلك الاتهامات، شخص يدعى “بهجت صابر” من العناصر الفاعلة بالجماعة منذ هجرتها إلى أمريكا، وقام أكثر من مرة بالاعتداء البدني على وفد الإعلاميين المرافق للرئيس المصري.
اللافت في الاتهام زعم اتهام جرجس، في تنسيق دورات تدريبية لعناصر الشرطة المصرية، المفاجأة الأخري في ذلك الاتهام، أن المواطن الذي تم اعتقاله اقتصرت علاقاته على منظمة NYPD Middle East & Turkic Society وهي منظمة أمريكية تركية، تعمل على توفير مظلة للأعضاء المدنيين من الشرق الأوسط والأصل التركي للتجمع والاحتفال بتنوعها الثقافي والديني، مع شرطة نيويورك، وتقوم بالتنسيق على دورات تدريبية لعناصر الشرطة الأمريكية، وبالفعل قامت المؤسسة بإرسال وفداً ضم 97 شخصاً من قيادات وضباط الشرطة الأمريكية وأسرهم في رحلة سياحية إلى القاهرة في أبريل/ نيسان 2018.
خاص وكالة رياليست.