موسكو – (رياليست عربي): أثارت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية قلقًا عالميًا بشأن العواقب البيئية والإنسانية المحتملة، خاصة في حال تعرض مفاعلات نووية لأضرار جسيمة، وتشير تقارير من مصادر روسية ودولية إلى أن أي تسرب إشعاعي قد يؤدي إلى كارثة بيئية تفوق في تأثيرها حادثة تشيرنوبيل أو فوكوشيما، مما يستدعي تقييمًا دقيقًا للمخاطر والتداعيات.
وتستهدف إسرائيل بشكل متكرر مواقع نووية إيرانية مثل منشأة ناتانز وفوردو بحجة الحد من تطور البرنامج النووي الإيراني، لكن الخبراء يحذرون من أن ضرب هذه المنشآت قد يتسبب في انبعاث مواد مشعة خطيرة تهدد صحة الملايين في المنطقة والعالم.
تحتوي المفاعلات النووية على وقود مستهلك عالي الإشعاع، وأي تلف في أنظمة التبريد أو الاحتواء قد يؤدي إلى انصهار نووي، في حال حدوث تسرب إشعاعي، ستتأثر دول الجوار مثل العراق وباكستان ودول الخليج، حيث يمكن أن تنتقل السحب المشعة عبر الرياح لمسافات بعيدة.
كما أن تلوث مصادر المياه والتربة سيؤثر على الزراعة وصحة السكان لعقود قادمة. ومن الناحية الاقتصادية، قد تشهد المنطقة انهيارًا في القطاعات الحيوية مثل السياحة والزراعة، ناهيك عن التكاليف الباهظة للإصلاح والتعامل مع الآثار الصحية طويلة المدى.
أعربت منظمات دولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن قلقها إزاء تصاعد التوترات حول المنشآت النووية الإيرانية، ودعت إلى ضبط النفس واتباع السبل الدبلوماسية لتجنب أي سيناريو كارثي.
وحذّر علماء البيئة من أن العالم ليس مستعدًا لمواجهة تداعيات حادث نووي جديد، خاصة في منطقة تعاني أصلاً من عدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة، وفي ظل التصعيد العسكري المتزايد، تبرز الحاجة إلى حلول دبلوماسية عاجلة لمنع وقوع كارثة نووية قد تكون عواقبها غير مسبوقة، يجب على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لضمان سلامة المنشآت النووية، لأن المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن أي هجوم ستؤثر ليس فقط على إيران وإسرائيل، بل على العالم بأسره.