موسكو – (رياليست عربي): خلال الأزمات السياسية والدبلوماسية، بل وحتى عند تشكل بوادر مواجهات عسكرية، تكثر الأنشطة الاستخبارية، سواءً أكانت لأهداف تخريبية، أو لجمع المعلومات ووضع الخطط من أجل إثارة المشاكل وتهديد الفرص المحتملة عند اندلاع أي أزمة.
وضمن مشهد التصعيد بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا، لم تستطع واشنطن إخفاء نواياها بإشعال الحرب الاستخباراتية ضد موسكو، حيث قالت الولايات المتحدة بأن لديها معلومات موثوقة تفيد بأن القوات الروسية تُعد قوائم بأسماء الأوكرانيين المطلوب تصفيتهم أو إرسالهم إلى معسكرات في حال احتلالها للبلاد، فيما نفى الكرملين وجود أي قائمة اغتيالات لشخصيات أوكرانية.
إلى ذلك يقر بعض المسؤولين الغربيين بأن الخطط المزعومة تخمينية ووربما لن توضع موضع التنفيذ، لكن وسائل الإعلام الغربية باتت تركز مؤخراً على جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، حيث باتت تنشر حوله العديد من الأنباء والتقارير في محاولة لتعويم هذا الجهاز والإيحاء بفكرة أن المخابرات الروسية بصدد التحضير لعمليات اغتيالات، وهذه إحدى استراتيجيات البروباغاندا والحرب النفسية.
فقد روجت بعض الوسائل الأمريكية والبريطانية لشائعات تقول أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ضالع في تحضير الأرضية السياسية لأي عملية احتلال في حال صدور الأوامر ببدئها، وأنه من المرجح أن تلعب شعبة الوحدة الخامسة، غير المعروفة على نطاق واسع، في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي دوراً رئيسياً عند حدوث تصعيد كبير في أوكرانيا.
إذ تدير الشعبة الخامسة وإدارة المعلومات التشغيلية التابعة لها، عمليات سرية في العديد من الدول المجاورة لروسيا وتولت زمام المبادرة في أوكرانيا.
وتقول مصادر مخابراتية غربية إن الشعبة الاستخبارية أنشأت شبكات من العملاء داخل أوكرانيا وتستعد لتفعيلها في حال نشوب صراع. وسيكون الهدف منها هو الحد من نسبة المقاومة وضمان السيطرة.
كما يُزعم أيضاً، أنه في حال وقوع محاولة للإطاحة بالحكومة في كييف، فإنها قد تشمل مشاركة شخصيات بارزة تعمل في مؤسسات وصناعات رئيسية في البلاد جرى الاتصال بها وتوجيهها للعمل مع روسيا، أو تهديدها بمواجهة العواقب في حال رفضها.
مما سبق يتضح بأن هناك سيناريو تصعيد استخباراتي أمريكي سيترجم عبر عمليات تخريب وإثارة قلاقل كاغتيال شخصية سياسية أو دينية أوكرانية مناوئة لموسكو، كما أن واشنطن تهدف لبث مثل تلك الاخبار لزيادة مشاعر العداء والتوتر في المشهد الروسي الأوكراني الحالي.