القاهرة – (رياليست عربي): تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الـ 49 لانتصار جيشها على القوات الإسرائيلية فى حرب 6 أكتوبر عام 1973، لاسترداد شبه جزيرة سيناء التى سقطت فى يد تل أبيب عقب هزيمة القاهرة فى حرب 1967.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن حرب أكتوبر المجيدة أبرزت قدرة الإنسان المصري وتفوقه في أصعب اللحظات التي مرت بها مصر والأمة العربية وحققت فيها مصر معجزة العبور.
وأضاف الرئيس المصري، في كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ36 للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر الـ49، أن مصر لم تحارب فقط دفاعا عن أرضها، وإنما من أجل تحقيق السلام وهو ما نجحت فيه وحافظت على مكتسباته.
ووجه السيسي، التحية إلى روح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، قائلا : «نوجه التحية للرئيس الراحل محمد أنور السادات لاتخاذه قرار العبور العظيم رغم شبح الهزيمة الذي كان يطارد الجميع لاتخاذه أيضا بشجاعة الأبطال قرار السلام الذي فتح آفاق المستقبل لسائر المنطقة».
كما أصدرت إسرائيل بيانا حول الحرب عبر صفحة حكومية تابعة لـ تل أبيب ناطقة بالعربية تسمى « إسرائيل تتكلم بالعربية» قالت فيه: إن الحرب التي حولت العداء إلى صداقة، إسرائيل تسميها حرب الغفران ومصر تسميها حرب أكتوبر.
نشبت الحرب في مثل هذا اليوم قبل 49 عاما، في السادس من أكتوبر/ تشرين أول 1973، في يوم الغفران أقدس أيام السنة اليهودية، كانت مباغتة لإسرائيل ولم يكن الوقت الكافي لتعبئة منتظمة لجنود الإحتياط.
وفيما يتعلق بمباغتة إسرائيل فى الحرب، كانت قد كشفت وثائق بريطانية أن السوفييت هم الذين نصحوا الرئيس المصري الراحل أنور السادات باختيار السادس من أكتوبر عام 1973 لبدء الهجوم على الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل سيناء.
ووفقا للوثائق التى نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، فإن أحد الجنرالات الروس هو الذي نصح باختيار هذا اليوم الموافق السبت، الذي يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم «يوم كيبور» أي الغفران، العاشر من شهر رمضان، أحد عناصر المفاجأة التي شلت حركة إسرائيل في الأيام الأولى للحرب.
وتقول الوثائق، أن حجم الدعم السوفييتي لمصر وسوريا حتى قبل الحرب وخلالها كان أكبر بكثير مما يعتقد.
كما أجرى حلف شمال الأطلسي «الناتو» دراسة للحرب بهدف «استخلاص الدروس» تحسبا لاندلاع صراع عسكري مع دول حلف وارسو في ذلك الوقت، بقيادة الاتحاد السوفييتي، على المسرح الأوروبي.
وحسب نتائج الدراسة، فإن السوفييت أدوا دورا مؤثرا ساعد المخططين المصريين في أن ينفذوا بإحكام خطة الخداع، التي جاءت بعد دراسة دقيقة لتجربة الهزيمة أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة في يونيو عام 1967، بكل تفاصيلها.
وأوضحت النتائج التي قدمت لقيادة الناتو في أول مارس عام 1974 واعتبرت أحد وثائق الحلف البالغة السرية: «أظهر التحليل العربي، المصحوب بإرشاد من جانب مستشاريهم الروس، لحرب يونيو 1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق: أولا: إخفاء نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي وقائي، ثانيا: شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية».
وأشارت معلومات الناتو الاستخباراتية وقتها، إلى أنه «خلال دراسة المصريين لحرب يونيو، أوصى المستشار الروسي الكبير الجنرال فاسيليوفيتش بفترة يوم كيبور باعتبارها أفضل وقت للهجوم لتحقيق المفاجأة».
واستندت نصيحة الجنرال الروسي، إلى أنه في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة. وقالت: «في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة».
وقالت نتائج دراسة الناتو إنه “باختيار الثانية (بعد ظهر يوم كيبور) ساعة الهجوم، زاد عنصر المفاجأة أكثر. فإذا لم يحدث هجوم في الفجر، يكون هناك ميل إلى الاسترخاء. أما الهجوم في الغسق، فيتيح ضوء نهاري ضئيل لا يساعد في الاستفادة من المكاسب الأولية التي تتحقق”.
وما أثار اهتمام خبراء الناتو هو احتمال أن يكون الاتحاد السوفييتي على علم أكبر بكثير، مما كان يُظًن، بخطط السادات في مرحلة مبكرة، وهو ما يجعل السوفييت، حسب دراسة الحلف، يستحقون قدرا أكبر من الاعتراف بفضلهم.
وتكشف الدراسة أن حجم الدعم السوفييتي للعرب أكبر وأهم بكثير من المعروف عنه، في الحرب التي فتح أنور السادات بعدها بأربع سنوات أبواب التسوية بين العرب وإسرائيل بزيارته التاريخية للقدس في نوفمبر عام 1977.
وتقول معلومات الناتو الاستخباراتية إنه «بداية من مساء يوم 11 أكتوبر، وصلت سفن الشحن السوفييتية بمواد حربية من مدينة أوديسا في أوكرانيا، إلى ميناء اللاذقية السوري، بعد اندلاع الحرب بـ 5 أيام».
وخلص خبراء الناتو من هذا إلى أن السوفييت كانوا على علم مسبق بموعد الحرب، ما أتاح لهم الفرصة لإعداد الدعم العسكري للعرب عن طريق البحر.
وأضافوا «إجمالا، وصل حوالي 50 سفينة شحن في مواني اللاذقية وطرطوس والإسكندرية في الفترة من 10/11 أكتوبر إلى 21 أكتوبر بحمولات من الذخيرة والمواد الحربية».
ولم يكن الدعم السوفييتي عن طريق الجو، باستخدام الطائرات العسكرية والمدنية، أقل من الدعم عن طريق البحر.
وقالت دراسة الناتو إنه «بين يومي 6 و21 من شهر أكتوبر 1973، هبطت 296 طائرة في مصر تحمل أسلحة ومعدات (244 طائرة أنتينوف-12 تحمل كل واحدة 12 طنا و 40 طائرة أنتينوف-44 كل منها يحمل ما بين 60 إلى 70 طنا و 12 أخريات). ولمدة شهر، بقي جسر جوي بين الاتحاد السوفييتي وسوريا نفذت خلاله قرابة 900 رحلة، وصلت ذروتها يوم 17 أكتوبر بعدد رحلات بلغ أقصاه 100 رحلة».