القدس – (رياليست عربي): دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، سوريا إلى منع إيران من العمل داخل الأراضي السورية، وذلك بعد يوم واحد على استهداف إسرائيلي لمرفأ اللاذقية على الساحل السوري، والذي تسبب بأضرار مادية كبيرة بحرم المرفأ وممتلكات المدنيين.
وقال غانتس، إن الجيش الإسرائيلي سيواصل التحرك ضد إيران، بهدف ما قال إنه إحباط أنشطتها داخل سوريا، وأضاف أن “إيران تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا ولبنان واليمن ودول أخرى، والسعي إلى إشعال المنطقة”.
وكان قائد فوج إطفاء اللاذقية، الرائد مهند جعفر، قد قال إن الحاويات التي استهدفتها إسرائيل في مرفأ اللاذقية، تحوي حليب أطفال، وعبوات صغيرة لزيت المحركات، وبكرات تلزيق ومواد خدمية وإطارات سيارات، وهو ما أدى إلى نيران قوية استمر إطفائها لساعات بعد الاستهداف.
وأتى الاستهداف الإسرائيلي للمرة الثانية خلال أقل من شهر لمرفأ اللاذقية، موازياً للعقوبات الغربية المفروضة على البلاد، والتي تجعل الحصول على أي مواد غذائية امر بالغ الصعوبة.
وكانت إسرائيل قد استهدفت المرفأ ذاته، مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلا أن الاستهداث الثاني فجر الثلاثاء كان أكبر وأكثر حدة، وتسبب بأضرار أكبر، وهو ما يمكن تفسيره لكون الدفاعات الجوية السورية لم تتصد للعدوان، بسبب مزامنته مع هبوط طائرة روسية في قاعدة حميميم العسكرية القريبة، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.
ويرى مراقبون أن الاستهداف الإسرائيلي، لأحد أهم المواقع الحيوية في سوريا، مرتبط بالمحادثات التي تجري حالياً في فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وتوقع المراقبون أن تزيد إسرائيل من وتيرة استهدافاتها لسوريا خلال هذه الفترة، تعبيراً عن رفضها لما يجري في فيينا، ولأنها لم تحصل على ضوء أخضر أميركي لشن هجوم على إيران، فقررت على ما يبدو استهداف القوات الإيرانية داخل سوريا.
لكن حقيقة الأمر، أن إسرائيل تنتهج مخططاً آخر وهو تدمير المرافئ الحيوية التجارية على البحر المتوسط، بغية إنعاش مرفأ حيفا، حيث أن المتوقع في أية حرب مقبلة أن يكون مرفأ طرابلس تحت المجهر الإسرائيلي بعد تدمير مرفأ بيروت 4 أغسطس/ آب (2020) ومرفأ اللاذقية في الوقت الحالي.