طرابلس – ( رياليست عربي ): تصدت قوات الجيش الليبي، في مدينة سبها جنوب ليبيا، لمحاولة إحدى المليشيات المسلحة التابعة لغرب ليبيا، مدعوماً ببعض العناصر التابعة لجماعات إسلامية متطرفة تنشر في النطاق الحدودي الصحراوي جنوب ليبيا.
وبحسب مصادر عسكرية فإن اشتباكات حادة اندلعت وسط مدينة سبها، وذلك بعد محاولة فاشلة من ميليشيا يقودها شخص يدعى مسعود الجدي للسيطرة على أحد المباني التابعة للجيش الليبي.
وأضافت المصادر في تصريحات لـ “رياليست” بأن مجموعة عسكرية تابعة للواء طارق بن زياد تصدت للقوة المهاجمة بعد محاولة الجدي اقتحام مقر الاستخبارات العسكرية، ومواقع أخرى تحت سيطرة الجيش الوطني وسط سبها.
وأوضحت أن قوات الجيش الليبي استطاعت دحر الهجوم ونجحت في التصدي لمحاولات المليشيات وتم طردها خارج محيط المباني العسكرية بوسط المدينة، كما تكبدت القوة المهاجمة حوالي 12 قتيلاً و23 جريحاً، وتدمير عدة آليات تابعة للمليشيات، وفقد الجيش الليبي أحد الجنود وجرح 7 آخرين.
يذكر أن مسعود الجدي أحد قادة المليشيات التي تشكلت خلال أحداث فبراير 2011، وفي عامي 2013 و 2014 بدأ بتشكيل قوة أطلق عليها (قوة الردع الخاصة) وتربطه علاقات تعاون بكتيبة الردع ” تتكون من متشددين دينين” والتي يقودها الإرهابي عبد الرؤوف كارة.
ويعرف عن “الجدي” قيامة بعمليات الخطف والابتزاز من أجل المال، وفي إحدى المرات، وقام في إحدى السنوات الماضية بقتل ابن عمه للاختلاف على قيمة أحدى الغنائم التي قاما سوياً بالإستيلاء عليها إثر اقتحام مصرف الصحاري بالجنوب الليبي.
وأنشأ الجدي مقر لعناصره في أحدى المزارع التي استولى عليها من ملاكها ، كما سيطر على الكثير من الأملاك العامة والخاصة في المدينة بعد أحداث فبراير 2011 واتخذها مقرات لفصائل من المسلحين يتكونون من ذوي السوابق وكذلك بعض المتشددين من التيارات الإسلامية.
وأرجع محللون سياسيون هذه المحاولات إلى رغبة قيادات المليشيات وبعض رموز جماعة الإخوان في الغرب الليبي لإيقاف خطوات توحيد المؤسسة العسكرية بعد الاجتماع الذي عقد السبت الماضي في بادرة هي الأولى من نوعها، بين القائد العام المكلف للجيش الليبي عبد الرازق الناظوري، ورئيس أركان قوات المنطقة الغربية محمد الحداد في مدينة سرت، حيث بحث في الاجتماع سبل إيجاد جدول زمني محدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وكيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الحالي، وفق لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ومساندة الجهات الأمنية في تأمين المدن في فترة الانتخابات.