الخرطوم – (رياليست عربي): يتهم كل طرف الآخر بالهجوم، وهناك أنباء متضاربة حول نجاحات عسكرية للجيش والقوات الخاصة.
واجتاحت الاشتباكات العاصمة الخرطوم وما لا يقل عن 7 ولايات من أصل 18 في السودان، وفقاً لأحدث البيانات، قتل أكثر من 56 شخصاً جراء الصراع الدائر.
بدأت الاشتباكات في 15 أبريل، بالقرب من القاعدة العسكرية في ميرو والخرطوم، ودارت المعارك في منطقة القصر الجمهوري (الرئاسي) والقيادة الرئيسية للجيش والسوق المركزي والمطار والقواعد العسكرية، كما يدور قتال في ولايات شمال كردفان والقضارف وكسلا وشمال دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور.
بالإضافة إلى ذلك، شن الجيش السوداني غارة جوية على معسكر لقوات الرد السريع في محيط مدينة الخرطوم – أم درمان، حيث أطاحت القوات المسلحة السودانية بوحدات من قوات الرد السريع من هناك، وسيطرت على جميع مقار القوات الخاصة في المدينة، إلى جانب عتاد ومعدات معادية، وأعلن الجيش السوداني استقرار الأوضاع في البلاد، لكن القتال استمر.
بالنسبة للطرف الآخر، فقد أعلنت قوات الرد السريع سيطرتها على القصر الرئاسي والمطارات الدولية والقواعد الجوية ومبنى الأركان العامة ومنشآت عسكرية أخرى في البلاد، لكن الجيش نفى هذه المعلومات، ويعتقد الممثل الرسمي للقوات المسلحة السودانية أن هزيمة القوات الخاصة ستستغرق عدة أيام.
من جانبه، يراقب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بنفسه أعمال الجيش، كما ذكرت قوة الرد السريع أن مسكنه قد تم الاستيلاء عليه، لكن الجيش نفى هذه المزاعم، ووصف قائد القوات الخاصة، محمد حمدان دقلو، المواجهة مع الجيش بالقوية.
ضحايا الصراع
ذكرت اللجنة الطبية السودانية أن حدثت 56 حالة وفاة في الاشتباكات، وأصيب 595 شخصاً، فقط في 16 أبريل، سقط ما لا يقل عن 5 مدنيين ضحايا للنزاع المسلح، وأصيب 78 آخرين، وأكد العقيد في القوات المسلحة للبلاد خالد عبد الله الخسائر في صفوف العسكريين لكنه أشار إلى أنها لم تحسب بعد.
من جانبها، دعت وزارة الصحة السودانية الأطباء للحضور إلى مستشفيات الخرطوم لتقديم المساعدة.
بالنسبة إلى الحياة الخدمية والمدنية جراء الاشتباكات، فقد أوقفت شركة الطيران السعودية، رحلاتها إلى السودان بعد تحطم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية إيرباص A330 في مطار الخرطوم.
كما تم إغلاق مطار الخرطوم، بعد الإعلان عن تدمير طائرة تابعة للأمم المتحدة نتيجة القتال في المطار، وفتح الجيش السوداني ممرات إنسانية للإجلاء الآمن للمواطنين وإيصال المساعدات اللازمة لمدة ثلاث ساعات.
ردود الفعل الدولية
ووصفت السفارة الروسية الوضع في الخرطوم بعدم الاستقرار وأوصت المواطنين الروس بالبقاء في منازلهم وقال السفير الروسي لدى السودان، أندريه تشيرنوفول، إن روسيا تتوقع أن تنتهي المرحلة المسلحة من المواجهة قريباً وسيبدأ الطرفان المفاوضات.
وأشارت الخارجية الروسية إلى قلق الجانب الروسي من “الأحداث المأساوية التي تشهدها السودان”، ودعت أطراف النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى روسيا، تأمل سلطات الولايات المتحدة ألا تتخذ الأطراف المتحاربة خطوات تؤدي إلى التصعيد ومواصلة المفاوضات، كما جاءت دعوات وقف التصعيد من بريطانيا وإيطاليا وتركيا ومصر ودول أخرى، فضلاً عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاشتباكات في السودان، ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، أما تشاد فقد أغلقت الحدود مع السودان.
بالإضافة إلى ذلك، علق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة العمل في السودان، ودعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إلى اجتماع طارئ، كما عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً عاجلاً طالب على إثره أطراف النزاع بوقف الاشتباكات بشكل عاجل.
بالنتيجة، تختلف وجهات نظر الجيش والقوات الخاصة حول الهيكل الأمني المستقبلي ومبادئ تشكيل قوات مسلحة موحدة، حيث تتلخص الخلافات بشكل أساسي في نقطتين رئيسيتين: توقيت إدراج وحدات القوات الخاصة في جيش واحد، وأيضاً حول من الذي يجب أن يصبح القائد العام للقوات المسلحة، وهذا ما يجب أن يحسم الاتفاق الذي لم يوقع بعد.