القدس – (رياليست عربي): تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ غارات على أهداف سورية، تتركز معظمها على المرافق الحيوية والعسكرية، خصوصاً في العاصمة دمشق، ومنذ بداية العام كان هناك أكثر من عشرة من هذه الهجمات.
وأفادت مصادر محلية أن الإسرائيليين نفذوا عمليات إطلاق على دفعتين، قامت الأولى بتفريغ منظومات الدفاع الجوي السورية التي اعترضت جزء من الذخيرة في منطقة مطار دمشق.
لكن آخرين حققوا أهدافهم، من بينهم مصنع للزجاج في مدينة الكسوة، حيث قتل مدنيان، كما تعرض للهجوم جسم في محيط تل الصحن، الذي يُزعم أنه يضم منطقة موقع دفاع جوي.
ووفقاً لبعض المصادر، حاولت إسرائيل بشكل متعمد خلال الأسبوع الماضي تدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية، مما قد يشير إلى استعدادات لغارة أكثر خطورة وواسعة النطاق على الأراضي السورية.
وحذرت وزارة الخارجية السورية، إسرائيل ورعاتها مرة أخرى من مخاطر هذه السياسات العدوانية التي تدفع المنطقة نحو تصعيد شامل ومرحلة جديدة من غياب الأمن وعدم الاستقرار، وفي ذلك إشارة واضحة على أن كل مفاعيل الحرب الشاملة بدأت تختمر وهو ما يفسر الهيستريا الإسرائيلية التي تكثفت في الآونة الأخيرة، فضلاً عن وصول الحاملة الأمريكية جورج دبليو يوش إلى مشارف سوريا، على البحر الأبيض المتوسط استعداداً لهذا الأمر.
ومن المميّز أن عدد هذه الأعمال قد ازداد على خلفية نجاح حكومة بشار الأسد في إعادة العلاقات مع الدول العربية، وبحسب وكالة رويترز، تعتزم السعودية دعوة سوريا لحضور قمة جامعة الدول العربية في الرياض.
في الوقت نفسه، تحسنت العلاقات بين إيران والسعودية بشكل كبير، ودعمت أطرافاً مختلفة من المواجهة في الصراع السوري، وعليه، قبل الرئيس إبراهيم رئيسي دعوة الملك السعودي لزيارة الرياض.
عامل مهم آخر هو الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية، التي تحاول السلطات وقفها، بما في ذلك عبر إجبار “التهديد الإيراني” المزعوم على أنه قادم من الأراضي السورية.
الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي وأعمال الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف لم تهدأ في البلاد، كما تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
لذلك، في المستقبل المنظور، لا يمكن إلا توقع زيادة في شدة مثل هذه الهجمات على سوريا، حيث أن لدى السلطات الإسرائيلية الآن حاجة حيوية لإلهاء سكانها عن المشاكل الداخلية المتراكمة.